بعضهم بعضا سينعمون بسلام ورضا لم يألفوهما من قبل. ويبدو أنه كسب كثيرا من العمال إلى جانب النظام والنظافة والاعتدال، وعندما تذمّر والداه من أنه ينفق على أعمال الإحسان والتعليم أموالاً كان يمكن أَنْ تحقق أرباحاً وافرة، كوّن لنفسه شركة خاصة به (١٨١٣) بعد أن فسخ شركته معهما، ورحب شركاؤه الجدد (كان من بينهم جيرمي بنثام Jeremy Bentham) بتجربته وكانوا راضين بنسبة الخمسة في المائة كعائد لاستثماراتهم.
وحقَّقت مصانعه ومشروعاته في نيو لامارك شهرة على مستوى الوطن إن لم يكن على مستوى العالم. وكانت مدينة نيو لامارك تبعد عن الطريق الرئيسي مسافة تستغرق ركوب يوم كامل من جلاسجو عبر جبالٍ وضباب، ومع هذا كان آلاف الزائرين يأتون لفهم هذه الظاهرة التي لا تصدق - مصنع يُدار على وفق للمبادئ المسيحية، ووقَّع عشرون ألفا في دفتر الزيارات فيما بين عامي ١٨١٥ و ١٨٢٥، كان منهم كتاب ومصلحون ورجال أعمال وأمراء مثل الأرشيدوق جوهان Johann (يوهان) وماكسميليان Maximilian النمساوي، وفي سنة ١٨١٥ كان الدوق الكبير نيكولاس (الذي سرعان ما أصبح قيصرا) قد اقتنع بمشروع أوين وبنتائجه فدعا أوين Owen إلى لتأسيس مصانع ومشروعات مماثلة في روسيا.
وبعد أربعة عشر عاما من التجربة شعر أوين Owen بضرورة تأكيد تجربته وإعلانها للعالم لأنه كان واثقا من أن انتشارها في أنحاء العالم "سيضمن السعادة لكل البشر عبر الأجيال" لذا فقد أصدر في سنة ١٨١٣ أول مقال من مقالات أربع كان لها عنوان شامل (نظرة جديدة للمجتمع) أصبحت من الكلاسيكيّات الكبرى في الإنتاج الفكري الذي يتناول الإصلاح. ولم يقدم اقتراحاته بشكل مُستقر وكأنه مستعد للقتال، فقد أكَّد لحكّام بريطانيا ورجال الصناعة فيها أنه لا يرغب في إحداث أيّ تغيير ثوري، ولا يؤمن به وأن خطته لا تهدف إلى إلحاق الخسارة بأيِّ أحد بل إنها حقاً قد تزيد من دخل صاحب العمل، وأنها - أي خطته - قد تجنِّب إنجلترا الثورة.
لقد بدأ باقتراحٍ وجدهُ أساسيا لأي إصلاح جذري - وهو ضرورة تعديل شخصية الإنسان منذ الطفولة ببث معتقدات وتجارب مفيده تُغير ما يبدو أنّه قد غُرِس فيه من خلال موروثات ثابتة تذكي فيه التنافس والصراع. إن أكبر أخطائنا تتمثل في فكرة مؤداها أن الأفراد يشكلون شخصياتهم لكن العكس هو