للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتعلموا أيضاً الغناء والرقص والعزف على بعض الآلات الموسيقية كالبنات".

وكان كل هذا البرنامج التعليمي لخدمة تكوين الشخصية الأخلاقية مع تركيز على الاحترام واللطف والكياسة والرفق والتعاون. ولم يكن هنا عقاب وعند نهاية كل يوم دراسي يعود الأطفال إلى آبائهم ولا يكون مسموحاً لهم بالعمل في المصانع قبل العاشرة.

ولم تقدم مدرسة أوين أي مقرر ديني، ولا حتى في المحاضرات المسائية التي يحضرها الكبار، فقد كان أوين Owen مقتنعاً أن الدين سيفسد عقل الطفل بخرافاته ومن ثم وجب البعد بطفل التنوير عن الدين، فالذكاء هو الفضيلة العليا وانتشار التعليم هو الحل الوحيد للمشاكل الاجتماعية، وأن التقدم - إذا ما أُتيح التعليم - حتمي ولا حدود له. ولم تكن هناك في مصانعه ومدرسته أي فصل عرقي أو ديني. فقد كان يُقدم الإحسان والرفق للجميع على سواء وكان يؤمن أن "المناهج التي يقدمها هي محاولة للتحرك في اتجاه أخلاق المسيح وراح يتطلع بحماس ليوتوبيا أخلاقية! "

وفي مقاله الرابع (١٨١٦) وهو المقال الذي أهداه للوصيِّ على العرش قدم بعض المقترحات في مجال التشريع. لقد طالب البرلمان بالإسراع في إصدار مرسوم بتقليل المستورد من الخمور، ورفع الضرائب على المباع منها، وأخيراً إنهاء تراخيص محلات الجِن gin (شراب مُسْكر قوي) وحانات البيرة (الجعّة) وتضييق الخناق على السكر حتى يقتصر في النهاية على الأغنياء من ذوي المال. وأوصى "بنشر التعليم الابتدائي وتمويله لتحسين أخلاق الأجيال القادمة". ودافع عن صدور تشريع المصانع الذي يمنع تشغيل الأطفال دون العاشرة ومنع العمل الليلي لمن هم دون الثامنة عشرة كما أوصى بتحسين ظروف العمل وتنظيم ساعاته، وتدبير نُظم للتفتيش الدوري على المصانع. وأوصى بضرورة أن:

"يقوم المكتب الحكومي للعمل (الإدارة الحكومية المنوط بها أمور العمل) بجمع الإحصاءات بشكل دوري عن الحاجة للعمالة وغير ذلك من أمور العمل لاستخدامها للتخفيف من حدة البطالة". ودعا إلى "إلغاء اللوترية lottery (اليانصيب) التي تنظمها الدولة باعتبارها وسيلة للإيقاع بغير الوعي، وسرقة الجاهل".

واتفق مع مالتوس أن (قوانين الفقراء Poor laws) التي تُبقي العاطلين والفقراء على قيد