إنجلترا. وقد حلت الجماعة الأولى نفسها في غضون عامين والثانية في غضون ثلاثة أعوام والثالثة في غضون ستة أعوام. وظل ينشر أفكاره بالخطب والتأليف وعاش حتى رأى كثيراً من تعاونيات المستهلكين في الجزر البريطانية. وظل مشغولاً بكتابة توصيات بالإصلاح للهيئات التعليمية والمسئولين الحكوميين والملكة فيكتوريا. وأخيراً - في سنة ١٨٥٣ - عاد إلى الاتجاه الروحي Spiritualism وأغرق في التأمل الذاتي، وراح يجري حوارات حميمة (باطنية) مع فرانكلين وجيفرسون وشكسبير وشيلي ونابليون والنبي دانيال. وفي سنة ١٨٥٨ كان قد تخلّى منذ زمن عن مجال اهتمامه بل وعن نفسه فعاد إلى بلدته نيوتون Newtown ومات فيها وهو في الثامنة والثمانين.
لقد كان رجلا طيبا، وكان غيْرياً يفكر في غيره أكثر من أي شخص آخر، ولم يستطع أن يسمو فوق ذاته كلية، فقد كان فخوراً في طيّات نفسه بسلطانه ونجاحه وفكره، وكان على حق عندما قرر أن التعاون السليم الذي يحقق الغرض في حاجة إلى نظام وسلطة. إنه أفضل من استطاع تضخيم ذاته لتضم بين جنباتها أقاربه وبلده وجنسه، ووجد - لهذا - رضا في توسيع نطاق الرحمة والعطاء. وهذا هو ما فعله روبرت أوين بعد كل شيء وقبل كل شيء، بشجاعة، وهذا وحده يكفي لنجعله بين الدعاة prophets الملهمين الداعيين إلى حياة أفضل.