وابش Wabash في جنوب غرب إنديانا وشيدوا مدينة طوروها أطلقوا عليها اسم هارموني Harmonie، وبحلول عام ١٨٢٥ حل بهم الإفلاس فأسعفهم أوين، ودمر ماليته بأن قدم لهم أربعين ألف جنيه من أجل الأكرات (الفدادين) والمدينة التي أعاد تسميتها لتصبح هارموني الجديدة New Harmony ودعا الرجال والنساء من ذوي النوايا الحسنة للانضمام إليه لتكوين مجتمع تعاوني.
ودفع كل التكاليف ماعدا تكاليف المدرسة إذ دفعها وليم ماكلور Maclure وأتى إليه آلاف المتحمسين راحوا يأكلون طوال عام على نفقة أوين وتكيّفوا ببطء مع العمل المنظم واختلفوا في أمور الدين والسياسة، وفي ١٨٢٧ كان قد خسر معظم الأربعين ألف جنيه فأحال أمور هذه المستعمرة إلى ماكلور وعاد إلى بريطانيا.
ومع هذا لم يكن قد أنهى ما في جُعبته تماماً، فقد قاد حركة لتطوير نقابات العمال لتكوّن روابط صناعية وتجارية تنافس المشروعات الخاصة في الإنتاج الصناعي. وقَبِل الاتحاد الوطني للبنائين عقوداً. وفعلت الاتحادات الأخرى ما يناسبها وفي سنة ١٨٣٣ نظمها أوين في المنظمة الوطنية الكبرى للنقابات العمالية وكان يأمل أن تستأصل هذه المنظمة - بالتدريج - شأفة الرأسمالية وتحل أخيراً محل الدولة. وتدخل البرلمان بقوانين تكبح هذا الاتجاه لكنها لقيت مقاومة شديدة فرفضت البنوك تقديم قروض له وفي سنة ١٨٣٤ اعترف أوين بالهزيمة.
إن حياته التي شهدت نجاحا كبيراً في مضمار الصناعة، يبدو أنها وصلت الآن أو كادت إلى مرحلة الفشل الكامل، وأدت الاختلافات الدينية إلى تعكير صفو زواجه، فقد كانت زوجته كالفنية متحمسة عندما اكتشفت أنه (لا أدري)، وفي وقت لاحق حثت ابنها روبرت على إعادة أبيه إلى حظيرة الكالفنية Calvinist، فكانت النتيجة أن تشكك الولد في دينه بدلا من أن يُقنع أباه. وبعد أن عاد أوين من أمريكا عاش منفصلاً عن زوجته رغم أنه ظل على علاقة صداقة بها. وكان يؤمن بالطلاق ولكنه لم يسع إليه واستغرق في مهمته (رسالته) استغراقاً كاملاً.
وقدَّم تشجيعاً فعّالاً للجماعات المختلفة التي حاولت تطبيق مبادئه: في أوربستون Orbiston في اسكتلندا، وفي رالاهين Ralahine في أيرلندا وفي كوينوود Queenwood في