هم الذين يختارون الكهنة والقسس البروتستنت، وكان هؤلاء الكهنة والقسس يساعدونهم في حفظ النظام الاجتماعي. واعترف الإكليروس الإنجليكان بالملك باعتباره رأس كنيستهم وباعتباره حاكماً، واعتمدوا على الدولة في جمع العشور للكنيسة من أسر إنجلترا.
وقد وصف بورك Burke بريطانيا بأنها: "كومنولث مسيحي كانت فيه الكنيسة والدولة كياناً واحداً بل إنهما الشيء نفسه". إن كلاً منهما جزء مختلف عن الآخر لكنّه مكمّل له ووصف جون ولسون كروكر John Wilson Croker كنيسة وستمنستر Westminster Abbey بأنها جزء من الكومنولث البريطاني. لقد كانت العلاقة بينهما تشبه العلاقة التي بين الكنيسة الكاثوليكية وحكومة فرنسا في أثناء حكم لويس الرابع عشر مع فارق وهو أن إنجلترا لم تشهد - غالباً - إضطهادات أو مضايقات بسبب تهمة الهرطقة (الإلحاد).
وسُمِح للفِرَق (أصحاب المذاهب) المنشقة - الميثوديين Methodists (المنهجيين) والمشيخيِّين Presbyterians والمعمدانيين Baptists والإندبندنت Independents (المستقلّين) والابرشيين Congregationalists والكويكرز Quakers والموحّدين (المناهضين للتثليث) Unitarians - بالدعوة لعقائدهم بشرط واحد: أن يُعلنوا أنهم مسيحيون وكان هناك بعض من هؤلاء المنشقّين في مجلس اللوردات. وتحلّق عدد كبير من المستمعين حول المبشِّرين (الدعاة) الميثوديِّين لما عُرفوا به من بلاغة رائعة. ولجأ عمال المدن المعارضون بعد أن يئسوا من تحقيق آمالهم في الدنيا إلى عقيدتهم البسيطة (عقيدة الطفولة) وبهذه العقيدة البسيطة قاوموا كل الجهود لتحريضهم على الثورة عندما تسلّلت الأفكار الثورية عَبْر القنال الإنجليزي من فرنسا. وفي سنة ١٧٩٢ طلب القادة الدينيون لجماعة الويزليان الميثوديّين Wesleyan Methodism من كل عضو من أعضائهم أن يقسم يمين الولاء والطاعة للملك.
وفي نطاق الكنيسة الرسمية نفسها وجدنا تأثير الميثودية الحركة الإنجيلية Evangelical؛ كثير من رجال الدين صغار السن وكذلك كثير من جمهور المؤمنين (بالمذهب) قرروا إحياء