العقيدة الإنجليكانية بتناول الإنجيل بحماسة وعاطفة (وضعه في القلب)، وتكريس أنفسهم لحياة البساطة والتقوى والإحسان وإصلاح الكنيسة. وكان أحدهم هو وليم ويلبرفورس، William Wilberforce هو الذي قاد معركة الإنجليز ضد الرق، وهناك أيضاً هانا مور Hannah More التي نشرت حماساً مسيحياً جديداً بمحاضراتها وكتبها ومدارس الأحد التي أسستها.
وظلت جماعتان دينيتان خارج دائرة التسامح الكامل: الكاثوليك واليهود. لم يكن البروتستنت الإنجليز قد نسوا جاي فوكس Guy Fawkes ومحاولته نسف البرلمان (١٦٠٥) ولا مغازلات ملوك ستيوارت Stuart - تشارلز الأول وتشارلز الثاني وجيمس الثاني - للقوى الكاثوليكية والأفكار الكاثوليكية والخليلات الكاثوليكيات، ومال الإنجليز إلى النظر للكاثوليكي كشخص يُوالي حاكما أجنبياً (كان الباباوات يمثلون سلطة زمنية كحكام للولايات الباباوية)، وكان الإنجليز يندهشون كيف سيتصرف الكاثوليكي في حالة حدوث صراع بين الحَبْر الروحاني (البابا) والملك البريطاني.
وكان في إنجلترا في سنة ١٨٠٠ نحو ستين ألف كاثوليكي. كان معظمهم من أصول أيرلندية لكن بعضهم كان ينحدر من سلالة كاثوليكية متوطنة قبل حركة الإصلاح الكاثوليكية في بريطانيا Pre. Reformation British Catholics. وفي الفترة الزمنية التي نتناولها كانت القوانين المناهضة لهم قد خفَّت وطأتها، فثمة مراسيم مختلفة صدرت فيما بين ١٧٧٤ و ١٧٩٣ أعادت لهم حق تملّك الأراضي وحق العمل في مجال الخدمة المدنية وحق الدعوة لعقيدتهم من خلال مدارسهم الخاصة بهم، وحقهم - على نحو خاص في ترديد قسم الولاء للملك والحكومة دون التبرؤ من البابا أو جحده. إلاّ أنه لم يكن لهم - على أية حال - حق التصويت، ولم يكن لهم حق ترشيح أنفسهم لعضوية البرلمان.
وفي نحو نهاية القرن الثامن عشر بدت حركة إعطاء الكاثوليك كل حقوق المواطنة على وشك النجاح، وأيدها بروتستنت بارزون - ويزلي Wesley، وكاننج Canning، وويلبرفورس، ولورد جراي Grey. وقد أدّت الثورة الفرنسيّة إلى موقف مضاد لفولتير في إنجلترا بل وموقف مضاد لحركة التنوير، كما أدّت إلى شيء من التعاطف مع الدين (المسيحي) الذي تعارضه الحكومة الثورية (الفرنسية)، وبعد سنة ١٧٩٢ تلَّقى المهاجرون الفرنسيون emigres (الذين تركوا فرنسا إثر