للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكلاسيكي هناك في الصالات الفنية والمتاحف والمواقع الأثرية انتقل إلى لندن (١٧٦٣) حيث رسم بعض الصور الشخصية التي جلبت له الأموال، وأعجبت جورج الثالث، فتقدم بعدها لتناول الموضوعات التاريخية. لقد صُدمت الأكاديمية بلوحته (موت ولف Wolfe) (١٧٧١) الذي انتزع كندا من مونتكالم Montcalm وفرنسا - صُدمت لأنه صور شخوصا معاصرة بملابس حديثة، لكن كبار السن ذكروا أن نصف قارة أوربا تنحني احتراما للسراويل (البنطلونات).

وثمة أمريكي آخر هو جون سنجلتون كوبلي John Singleton Copley ولد بالقرب من بوسطن في سنة ١٧٣٨ حقق شهرة برسمه جون هانوك John Hancock، وصامويل آدمز وأسرة كوبلي. وفي سنة ١٧٧٥ انتقل إلى لندن وسرعان ما وصل إلى لذروة بلوحته (موت شاتام Chatham) (١٧٧٩) . وليهرب من مثالية الكلاسيكية الجديدة في رسم الشخوص التاريخية رسم المشهد بواقعية شجاعة، أحدثت - رغم أنها أزعجت الأكاديمية - ثورة في فن الرسم الإنجليزي.

واستمر التعليم في الأكاديمية على أكتاف جوهان هينريتش فوسلي Johann Heinrich Fussli (من زيورخ) الذي أصبح اسمه في سنة ١٧٦٤ هنري فوسيلي اللندني (من لندن) وكان وقتها في الثالثة والعشرين من عمره. وبتشجيع من رينولدز غادر إنجلترا في سنة ١٧٧٠ ليدرس لمدة ثماني سنوات في إيطاليا. وكان نزوعه إلى التحليق الخيالي ذي الطابع الهرطقي غير متفق تماما مع النماذج والأساليب الكلاسيكية، وعندما عاد إلى لندن أيقظ الجمال النائم بلوحته الكابوس (١٧٨١) التي صور فيها امرأة جميلة تحلم باقتراب عفريت مرعب منها. (ارتبطت هذه اللوحة بدراسة لسيجموند فرويد Sigmund Freud) ، ورغم اتجاهه الساخر أصبح (فوسلي) أستاذا في الأكاديمية ويسرت محاضراته فيها الانتقال من الرومانسية إلى ما قبل الرافاييلية (اتجاه فني إنجليزي ذو طابع صوفي).

وقد وضحت أحوال جون هوبنر Hoppner (١٧٥٨ - ١٨١٠) وجون كروم Crome (١٧٦٨ - ١٨٢١) صعوبة حصول الفنانين على ما يمكنهم من العيش برسم الطبيعة، فهوبنر عانى شظف العيش كعاشق للمناظر الطبيعة لكن أحواله انتعشت كرسام للصور الشخصية، وكاد ينافس لورنس في زبائنه وأجره. لقد جلس نيلسون أمامه وكذلك فعل