ولينجتون Wellington ووالتر سكوت Walter Scott وعدد من اللوردات. وقصرُ القديس جيمس غني بلوحات هوبنر، وظل كروم في مسقط رأسه نورتش Norwich طوال ثلاثة وخمسين عاما هي كل عمره، ودرس صور هوبيما Hobbema وغيره من الرسامين الهولنديين الكبار وتعلم أن يجعل المشاهد البسيطة المألوفة في حياة العامة سائغة، ولأنه كان ملازما لبلدته لا يكاد يفارقها فقد بحث عن موضوعات للوحاته في المناطق الريفية المحيطة بنوروتش Norwich. لقد وجد هناك منظرا سجله في إحدى أجمل لوحاته (مرج موسهولد). لقد كانت هذه اللوحة ذروة فنية بالإضافة لما تنطوي عليه من معادن فلسفية ليس هناك ما هو أرقى منها.
أما السير توماس لورنس (١٧٦٩ - ١٨٣٠) فاتخذ طريق رسم الصور الشخصية (البورترية portraiture) وهو طريق معترف به ولا يحتاج إلى مقاومة. وكان السير توماس ابنا لصاحب فندق، ولم يتلق قدرا كبيرا من التعليم ولم يتلق إلا قدرا قليلا من التدريب الفني. وكان لابد أن تحار الأكاديمية عندما لاحظ أساتذتها أنه نجح في الالتزام بما يريدون. لقد كان لديه حاسة التقاط الشبه بسرعة، وبسرعة كان يرسمه - في صباه في بريستول Bristol كان يرسمه بقلمه الرصاص، وفي شبابه في باث Bath كان يرسمه بالألوان البستل Pastel ولم يستخدم الألوان الزيتية إلا عندما انتقل إلى لندن (١٧٨٦) وربما كانت جاذبيته وروحه المرحة هما اللذين فتحا له القلوب والأبواب. وقد كلف وهو لم يتجاوز العشرين بالذهاب إلى وندسور Windsor لرسم صورة شخصية للأميرة شارلوت صوفيا Charlotte Sophia.
وتصرف بدبلوماسية شديدة انطبعت على لوحته (ذلك لأن الأميرة لم تكن جميلة) وأدت به دبلوماسيته هذه إلى أن انتخب عضوا مشاركا في الأكاديمية وهو في الثانية والعشرين، ومنح العضوية الكاملة فيها وهو في الخامسة والعشرين. وتنافس ذوو الحيثيات على الجلوس أمامه لرسمهم، ورفض نصيحة كرومويل Cromwell برسم البقع والبثور والتجاعيد كما يرسم الخال والغمازة (المقصود أن يرسم مظاهر القبح ومظاهر الجمال فيمن يرسمهم) ورفض لورنس الأخذ بهذه النصيحة فليس في البثور ذهب (المقصود أن ذلك قد لا يرضي من يرسمه فلا يدفع له مالاً كثيرا). لقد كان يحسن من ملامح من يرسمه، ولم يكن المرسوم ليعترض على ذلك. فإذا كانت المرأة أو الفتاة التي يصورها يعوزها الجمال، عمد إلى رسمها بملابس رقيقة شفافة