الحق في استعارة أي كتاب من الكتب المصفوفة فوق الرفوف. وكان في كل مدينة مكتبة لإقراض (إعارة) الكتب.
وكلما انتشرت القراءة بين العوام متخطية حدود الطبقة الوسطى فقدت شيئا من مذاقها ومستواها. فكلما اتسع جمهور القراء زاد التحول من التراث الكلاسيكي إلى الكتابات العاطفية (الرومانسية) ومما ساعد على هذا التحول أيضا زيادة إنعتاق حب الشباب وانفلاته من الرقابة الأبوية وروابط المِلكية (بكسر الميم) وكان من الممكن توظيف حكاية حب واحدة في خلق مائة عقدة قصصية. إن موضوعات ريتشاردسون Richardson المبكية مستقاة من حكايات فيلدنج Fielding عن العشاق المتيمين ومن حكايات سمولت Smollett عن المغامرين المفعمين رجولة.
لقد غلبت النساء (المقصود الشخصيات النسائية) على أعمال الروائيين باستثناء متى مونك Monk لويس وقصة أمبروزيو Ambrosio أو الراهب (١٧٩٥) التي عرض فيها مشاهد مرعبة، ويليه في مدرسة الغموض والرعب السيدة آن راد كليف Ann Radcliffe، فهي فقط التي تستحق المكانة الثانية بعده في هذه المدرسة بأعمالها الناجحة: قصة صقلية (١٧٩٠) قصة الغابة (١٧٩١) وأسرار أدولفو (١٧٩٤) وعادة ما يطلق العامة من الإنجليز على مثل هذه الكتب: قصص romances (من الكلمة الفرنسية roman التي تعني قصة) أما الكلمة novel فخصصت للأعمال القصصية الممتدة التي تتناول أحداثا طبيعية في حياة مألوفة كما هو الحال في كتابات فيلدنج Fielding والكاتبة جين أوستن Jane Austin وقد وصلت روايات ويفرلي التي ألفها سكوت بين هذين الفرعين أو بتعبير آخر كانت وسطاً بينهما. وفي القصص الرومانسي تفوقت النساء على الرجال، وكان هذا أمراً طبيعيا.
لقد أحدثت فرانسيس (فانى) بيرنى Frances (Fanny) Burney زوبعة بروايتها "إفيلينا Evelina " (١٧٧٨) واستمرت رواياتها كشرارات في الوسط الأدبي: سيسيليا Cecilia (١٧٨٢) وكاميلا Camilla (١٧٩٦) والمتجول Wanderer (١٨١٤) وبعد موتها (١٨٤٠) شغلت يومياتها (١٨٤٢) جيلاً آخر وكانت ماريا إدجورث Maria Edgeworth أكثر شهرة، فروايتاها Castle Rackrent (١٨٠٠) والمتغيب Absentee (١٨١٢؟)