للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قصيدة كنّاس المدخنة وفيها يتخيل ملكاً (ملاك) ينزل من السماء ليحرر العاملين في تنظيف المداخن من معاطفهم الملوثة بالسخام التي يعملون - وينامون - وهي تغطي أبدانهم، أما القصيدة الأخرى فهي الخميس المقدس والتي ينهيها بتحذيره: والآن، فلتتمسك بالرحمة والشفقة، وإلا أبعدت الملائكة عن بابك

ومرت خمسة أعوم: إنها الأعوام التي اندلعت فيها الثورة الفرنسية وتألقت مثاليتها (١٧٩١) ثم عادت إلى المذابح والإرهاب (١٧٩٢ - ١٧٩٤). وفي سنة ١٧٨٩ - على وفق بعض الروايات - وضع بلايك فوق رأسه غطاء الرأس الأحمر الذي يرمز للثورة الفرنسية وانضم إلى باين Paine في مهاجمة الكنيسة الإنجليزية وأثرت فيه الاضطرابات والفوضى فانفجر مؤلفاً قصيدة قصصية بسيطة زاخرة بالنبوءات تعكس ما ورد في إرمياء Jeremiah وهوشع Hosea، فكانت إعلانا مشئوما لعالم تجلله الخطايا والآثام.

ولا نوصي أولئك الذين يمتعضون من الإبهام بقراءة عمله هذا ولكننا نلاحظ أن بلايك في ديوانه زواج الفردوس وجهنم (في معرض هجائه لسويدنبرج Swedenborg) يقارن بين هاتين المملكتين (مملكة الفردوس ومملكة جهنم) من ناحية والبراءة والخبرة من ناحية أخرى. وبعض الأمثال التي أتى بها من الجحيم استوحت راديكالية هوتيمان وفرويد ونيتشه Whitmanic-Freudian-Nietzschean radicalism:

كل الطعام المفيد يتم الحصول عليه دون شباك أو شراك …

فما هو أجدى وأرفع أن تجعل آخر في مواجهتك …

فكبرياء الطاووس هي عظمة الرب … وعري

النساء هو عمل الرب …

وقتله لطفل في مهده لا تجدي معه رغبات ممرضة

لا جدوى من جهودها …

فالرب هو - فقط - الفعل والوجود في الكائنات

أو البشر …

فكل الأرباب في صدور البشر …