ولم تكن الثورة فيما يبدو علاجا لهذه الشرور فالقبضة الحديدية أطاحت برأس الطاغية، ثم أصبحت طاغية بدلا عنه. لقد وجد بلايك - الذي لم يكن يحب الثورات العنيفة - العزاء فيما تبقى لديه من عقيدة دينية. إنه الآن لا يثق في العلم لأنه خادم للماديّة وأداة يستخدمها النشيط ضد البريء وتستخدمها السلطة ضد البسطاء. فالفن هو شجرة الحياة والعلم هو شجرة الموت، والرب هو يسوع المسيح.
وبعد سنة ١٨١٨ لم يكتب بلايك شعرا إلا قليلا ولم يجد له إلا قلة من القراء، وعاش على إنتاجه في الفن. وفي بعض سني الستينيات من عمره عانى الفقر الشديد حتى اضطر إلى حفر الإعلانات لمصنع ودجوود Wedgwood للخزف. وفي سنة ١٨١٩ أنقذه من فقره جون لينل John Linnell إذ عهد إليه برسم الرسوم التوضيحيه لسفر أيوب Book of Job والكوميديا الإلهية لدانتي Dante's Divine Comedy .
ووافته منيته (١٨٢٧) بينما كان يعمل في هذين العملين، ولم يكن ثمة حجر يشير إلى موضع دفنه لكن بعد قرن كامل من وفاته نصب لوح حجري عليه اسمه في البقعة التي دفن فيها، وفي سنة ١٩٥٧ صنع له سير جاكوب إبستين Jacob Epstein تمثالا نصفيا وضع في كنيسة وستمنستر Westminster وعند موته كان الانتقال إلى مرحلة الرومانسية قد غدا انتقالا كاملا.
لقد بدأ هذا الانتقال مترددا عندما كانت الكلاسيكية في ذروتها مع الفصول Seasons التي ألفها طومسون (١٧٣٠)، والقصائد الغنائية