وغادر مالطة إلى صقلية وإيطاليا وعاد إلى إنجلترا (١٨٠٦) وفي هذا الوقت أصبح أكثر اعتمادا على الأفيون، وكان يقاوم تأثيره المنوم بتناول البراندي.
وفي ٢٦ أكتوبر ١٨٠٦ قابل وردزورث في فندق في كندال Kendal، وكتبت دوروثي تحت هذا التاريخ:
"لم أشعر أبدا قبل ذلك بصدمة مثل صدمتي عندما وقع عليه نظري، فمن النظرة الأولى وجدته سمينا جدا حتى إن عينيه بدتا غائرتين في وجهه المنتفخ والتألق الوحيد الذي بدا في عينيه للحظة كان تعبيرا مقدساً عن هدوء محياه"
وذهب إلى كزويك ليطلب من زوجته الانفصال لكنها رفضت فتركها وأخذ معه ابنه درونت Derwent البالغ من العمر ست سنوات، وحول لزوجته الراتب السنوي الذي كان يتلقاه من ودجوود لكن جوزياه ودجوود Josiah Wedgwood سحب مساهمته في هذا الراتب السنوي في سنة ١٨١٣. وأخذت سوثي التي استقرت في جريتا هول منذ سنة ١٨٠٣ - على عاتقها رعاية امرأة أخيه. وتغلب كولردج على أزمته بفضل هدية أرسلها له رفيقه في الإدمان دي كوينسي De Quincey، وقد أرسلها له دون أن يحدد أنه هو مرسلها (أرسلها مجهولة المصدر) وبفضل المحاضرات التي ألقاها في المعهد الملكي Royal Institution في سنة ١٨٠٨ و ١٨٠٩ و ١٨١٠.
وفي هذا العام انتهت الصداقة الكبيرة التي كان أساسها تبادل الخبرات الشعرية. لقد توقفت عندما جف ينبوع الشعر عند كولردج بعد سنة ١٨٠٠ بسبب وهن جسمه وتأثير الأفيون المنوم والنفور الزوجي وافتتانه بالفلسفة. وكان وردزورث قد شجع كولردج على ترك ربات الشعر، واقترح عليه كتابة النثر لأنه أقرب إلى عبقريته. وقد انزعج كولردج عندما علم أن آل وردزورث الثلاثة قد حذروا سارة هتشنسون من الاقتران به وبلغ الخلاف أشده عندما كتب وردزورث خطابا في ٣١ مايو ١٨٠٩ يحذر فيه بول Poole من الارتباط كثيرا بالعمل في مجلة كولردج الجديدة (١٨٠٩ - ١٨١٠) والتي تحمل عنوان الصديق The friend باعتباره - أي بول - أحد أعز أصدقاء كولردج وأقربهم إليه. كتب وردزورث:
"إن ما أقوله لك هو رأيي الذي لم أقدمه لك إلا بعد ترو وتفكير، وهو رأي قائم على أدلة وبراهين تعمقت طوال سنوات. وإن كولردج لا يقدر ولا يستطيع ولا يريد تنفيذ أي شيء مفيد