للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- يشمل موضوعات كثيرة ويتسم بالحيوية كونه شائقا حتى إنه ترك بصماته على كارليل Carlyle، وربما كان قادرا حتى على إلزام مدام دي ستيل de Stael الصمت.

وما جعله مبهورا بوردزورث هو أن هذا الأخير كان شديد التركيز لتحقيق هدفه، بالإضافة إلى قوة إرادته أما هو (كولردج) فكان - شيئا فشيئا - يحل الإرادة محل الرغبة، ويزيح الخيال ليحل محله الحقيقة. لقد كان تواضعه شديدا بشكل غريب لكنه كان واعيا بذاته بشكل مكثف مدركاً أنه يكاد يكون مهتما بكل الموضوعات (وهو في هذا مثل وردزورث ومثلنا) وكان في طويته معتزا بنفسه بشكل عدواني (يفوق الحد) وقد لفت الانتباه بأمانته والتزامه الخلقي الصارم ولامبالاته بالشهرة والمال، لكنه كان يتطلع إلى المكانة. وانتحل عبارات الآخرين وأفكارهم بسعادة، واقترض المال وترك أصدقاءه ينفقون على زوجته وأولاده وربما أضعف الأفيون من قدرته على ممارسة الجنس.

وفي أبريل سنة ١٨٠٤ راح يبحث عن تقليص آلامه التي ضاعفها الربو والحمى الروماتيزمية بالتوجه إلى شمس البحر المتوسط وهوائه فقبل مائة جنيه قرضا من وردزورث وأبحر إلى مالطة التي كانت في ذلك الوقت معقلا للقوة البريطانية وإن كانت موضح نزاع. وأخذ معه أوقية (أونصة) من الأفيون الخام crude opium وخمس أوقيات (أونصات ounces) من اللودانيوم laudanum (مستحضر أفيوني يسمى أحيانا صبغ الأفيون) وقد كتب عن الرحلة في مذكراته (يوم ١٣ مايو) دعاء يائس:

"يا ربي العزيز! أعطني القوة أن أقوم بتجربة واحدة عميقة - إذا رسوت في جريرة مالطة، فلا يكون الجو متعباً طوال شهر واحد، وأن تكون الطبيعة هادئة .. إنني عاشق رقيق القلب ولا أستطيع ممارسة الخطيئة دون إفلات من العاقبة، لكن آه إنني واهن جدا جدا منذ أيام طفولتي وحتى الآن، فلترحمني فلترحمني أيها الأب والرب ".

وفي نحو عام بدا وكأنه استعاد سيطرته على نفسه وفي يوليو تم تعيينه سكرتيرا خاصا لحاكم مالطة - السير إسكندر بول Ball، وفي يناير ١٨٠٥ رقي إلى منصب السكرتير العام وهو منصب صلاحياته أكثر. لقد مارس عمله بجدية وأظهر براعة مدهشة في الحكم والتنفيذ. وبعد عام من الخدمة اعتراه إرهاق شديد، حتى إنه أسرف في تناول المخدرات،