وفي الفترة من ١٨١٥ إلى ١٨١٧ عندما كان كولردج مرة أخرى على وشك الانهيار دفع بخلاصة فكره إلى المطبعة. ففي كتابه نظرية الحياة Theory of Life (١٨١٥) أظهر لنا معلومات مثيرة في العلم - خاصة الكيمياء التي تعلمها عن طريق صداقته لهمفري ديفي Humphry Davy لكنه رفض كل المحاولات ليشرح العقل من خلال مصطلحات فيزيوكيميائية physicochemical . لقد سمى:
"فكرة إرازمس داروين السخيفة .. بأنها فكرة رجل انطلق من حالة انبثاق برتقالية" orang-outang state
وفي مطبوع Statesman's manual (١٨١٦) قدم الكتاب المقدس باعتباره أفضل مرشد للفكر السياسي، والتبصر بالعواقب. نجده يقول:
"يجد المؤرخ أن الأحداث الكبرى - وحتى التغيرات الأكثر أهمية في العلاقات التجارية العالمية .. أنا لا نجد جذورها لدى مجموعة رجال الدولة ولا في الرؤى العملية لرجال الأعمال وإنما نجد جذورها لدى المنظرين الذين لا تتسم كتاباتهم بالتشويق، وفي رؤى العباقرة المنعزلين (المتفردين) … كل الثورات الدينية التي أعادت صياغة فترات زمنية في العالم المسيحي، والثورات الدينية التي أعادت معها صياغة العادات المدنية والاجتماعية والمحلية تزامنت مع قيام نظم (نظريات) ميتافيزيقية أو سقوطها ".
ربما كان يفكر في نتائج الفكر الذي أتى به يسوع، وكوبرنيكس Copernicus (كوبرنيق) وجوتنبرج Gutenberg ونيوتن وفولتير وروسو وبعد موجز واضح للعوامل التي أدت إلى الثورة الفرنسية انتهى كولردج إلى أن صوت الشعب ليس هو صوت الله لأن الناس (الشعب) يفكرون في مجردات عاطفية أو مطلقات عاطفية ولا يمكن الوثوق بهم عند تولي السلطة، وأن أفضل طريق للإصلاح لا يكون إلا من خلال وعي الأقلية المتعلمة ذوات الممتلكات، وأفعالها. وبشكل عام فإن أفضل مرشد للعمل الصحيح في السياسة وفي كل مجال هو الكتاب المقدس Bible لأنه يحتوي على كل الحقائق المهمة في التاريخ والفلسفة:
"فأنتم يا من تتحركون في الطبقات العليا من المجتمع يجب أن تعلموا أيضا التاريخ والفلسفة واللاهوت، فأنتم أهل لها وليس أفراد الطبقات العاملة فتعلمهم التاريخ والفلسفة واللاهوت غير مطلوب إلى حد كبير بل وربما كان غير مرغوب فيه عموما. إن ترياق زيف رجال الدولة هو التاريخ ذلك أن جمع