للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- آه، أأنا في حاجة - يا صديقي العزيز

- أن أقول إن قلبي قد فاض؟، إنني لا

- أقدم نذورا، إنما كانت النذور تقدم لي

- ذلك أنني لا بد كنت روحا مكرسة يُهدى إليها

لقد كان يعيش للشعر. كما كان يجد مسرة أيضا في تلك الرحلات الممتعة التي كان يقوم بها خلسة في القنال الإنجليزي (VI) ليشعر بالسعادة المجنونة لفرنسا الثورة، وبالفوران فوق الألب (المفهوم طبعا أنه لا يصل إلى هذه الأماكن) ومن ثم يعود إلى لندن تلك المدينة الضخمة التي تشبه كثيب الرمال الناتج عن تشييد النمل لمساكنها حيث برلمانها الذي يرتل تراتيل فضائل التقاليد مع احتقار شديد لنظرية (أفكار) محدثي النعمة (المقصود ثوار فرنسا) وراح يراقب الجموع المزدحمة في فوكسهول Vauxhall والذين يتعبدون في كنيسة القديس بول،

وراح يرى أو يسمع الجموع المتحركة تضم مختلف الأجناس والوجوه والأزياء واللغات، وفوضى المرور، وابتسامات العاهرات ونداءات البائعين، ومناشدة النسوة، والفنانين يرسمون بالطباشير على أحجار الطريق (الرسم التقليدي - قرود على ظهور جمال) والمغنين في الطريق وكأنهم عشاق يعزفون السرينادات serenade (أغان يرددها العشاق تحت شرفات المعشوقات) - كل هذا شعر به الشاعر شعورا قويا كشعوره بالغابات لكنه لم يرتبط بها وانسل (VIII) إلى المشاهد الأكثر هدوءا حيث الحب لكل الطبيعة يمكن أن يعلمه أن يفهم ويعفو. ثم يعود مرة أخرى لفرنسا (IX) حيث برر الحكم الطاغي والبؤس القديم قيام الثورة وجعلها عادلة نبيلة بل إنه حتى البريتوني a Briton يمكنه أن ينخرط في هواها (تعتريه نشوة حب لها):

- الجمال بشير بالوعود،

- ليس في الأماكن الأثيرة وحدها وإنما في كل الأرض،

- فأي منا لا يتطلع مفكراً في السعادة المرتقبة.