من أقرب أصدقاء كولردج في لندن. لقد تعارفا كرفيقي دراسة في مدرسة مستشفى يسوع، وفي هذه المدرسة لم يتفوق لامب بسبب ما يعانيه من تلعثم شديد. وغادر المدرسة في الرابعة عشرة من عمره ليعول نفسه، وفي السابعة عشرة عين محاسبا في مؤسسة الهند الشرقية وظل في هذه الوظيفة حتى أحيل للتقاعد في الخمسين من عمره.
وشهدت حياته سلسلة من حالات الجنون فقد قضى هو نفسه ستة أسابيع في مصحة للأمراض العقلية (١٧٩٥ - ١٧٩٦)، وفي سنة ١٧٩٦ قتلت أخته ماري آن Ann (١٧٦٤ - ١٨٤٧) - في نوبة جنون شديدة - أمها، وبسبب جنونها ظلت ماري محتجزة في مصحة الأمراض العقلية عدة فترات، لكن لأن لامب لم يكن يرغب في الزواج فقد جعلها تقيم معه حتى وفاته. وقد شفيت ماري من جنونها بدرجة كانت تكفي لتشاركه في كتابة "حكايات من شكسبير Tales from Shakespeare" (١٨٠٧) . أما عمله الوحيد الذي أنجزه بمفرده فهو "مقالات إليا Essays of Elia" (١٨٢٠ - ١٨٢٥) وفيه تجلى أسلوبه العبقري ووقاره وفنه الذي أوحى بواحدة من أكثر الشخصيات المحببة في هذا العصر غير المفرط في تسامحه.
وفي سنة ١٧٩٧ - وكان لا يزال متأثرا بالمآسي التي واجهها في العام السابق - قبل دعوة من كولردج لزيارته في نذر ستوي Nether Stowey . وكان لا يكاد يتكلم - بسبب تلعثمه - عندما يكون في مواجهة شاعرين (كولردج، ووردزورث) يباري كل منهما الآخر في جراءة اللسان. وبعد ذلك بخمس سنوات زار مع أخته عائلة كولردج في جريتا هول Greta Hall، وذكر لامب أنه تلقاهم بفيض من الكرم يفوق الوصف ورغم أنه هو نفسه ظل شكوكيا skeptic حتى آخر عمره إلا أنه لم يسمح أبداً لتجاوزات كولردج اللاهوتية أن تتغلغل إليه رغم تأثره به ورغم إعجابه الشديد به.
ويضم المتحف الفني للفنون The National Portrait Gallery (المفهوم أنه متحف مقتصر على رسوم الأشخاص) رسما مؤثرا ولطيفا للامب إلى جوار صديقه وليم هازلت William Hazlitt (١٧٨٧ - ١٨٣٠) الذي كان أبرع النقاد وأكثرهم حيوية في عصره. وقد زار هازلت كولردج سنة ١٧٩٨. كما زاره مرة أخرى في جريتا هول في سنة ١٨٠٣. وفي