بدورهم. وعن طريق روجرز، ومور دخل بايرون دائرة الضوء في دار هولاند Holland House، وهناك قابل ريتشارد برينسلي شريدان Richard Brinsley Sheridan الذي كان نفوذه السياسي قد قل لكنه لم يكن قد فقد ميله للنقاش والحديث لقد روى بايرون متذكرا: "عندما كان يتحدث كنا نصغي من الساعة السادسة حتى الواحدة دون أن يتثاءب واحد منا .. يا له من رفيق بائس! لقد انهمك في الشراب بشدة .. لقد كان من نصيبي في عدة مناسبات أن أنقله للبيت".
وتبنى بايرون موقف اللوديت Luddite (محطمو الماكينات في موطنه نوتنجهامشير Nottinghamshire) متأثرا بهؤلاء المثقفين المؤيدين للإصلاح (الهويجيين Whiggish- الهويجز هو حزب الأحرار فيما بعد)،
وفي ٢٠ فبراير سنة ١٨١٢ أجاز مجلس العموم مرسوما بالحكم بالإعدام على كل من يضبط متلبساً بتحطيم الماكينات، وعند مناقشة هذا المرسوم في مجلس اللوردات في ٢٧ فبراير عارضه بايرون، وكان قد كتب خطابه مقدما بلغة إنجليزية راقية. وذكر أن بعض العمال مذنبون لقيامهم بأعمال عنيفة سببت خسائر في الممتلكات وأن الماكينات المحطمة كانت - على المدى البعيد - ستحقق مكاسب للاقتصاد الوطني. لكنها - أي هذه الماكينات - قد أدت إلى حرمان المئات من العمال من العمل الذي كانوا يعولون أسرهم عن طريقه، فأصبحوا الآن فقراء بائسين يعتمدون على ما يتلقونه من هبات وصدقات، وأن هذا اليأس وهذه المرارة هما اللذان أديا إلى قيامهم بأعمال العنف. وكلما تقدم في خطابه تخلى الخطيب الشاب عن حذره وراح يهاجم الحرب كمصدر لبؤس غير مسبوق يعاني منه العمال الإنجليز.
لكن اللوردات تجهموا لمقالته وأجازوا المرسوم السابق ذكره. وفي ٢١ أبريل ألقى بايرون خطابا ثانيا أدان فيه الحكم البريطاني في أيرلندا ودعا إلى تحرير (عتق) الكاثوليك في كل أنحاء الإمبراطورية البريطانية، وقد امتدح اللوردات بلاغته ورفضوا قضيته وأجبروه على الجلوس (عدم مواصلة حديثه) باعتباره غرا سياسيا لمّا ينضج بعد، وتخلى عن السياسة وقرر الدفاع عن قضاياه وأفكاره من خلال الشعر.
فبعد اثني عشر يوما من خطبته الغير مسبوقة قدم النشيدين الأولين الواردين في مؤلفه " Childe Harold's Pilgrimage" للناس. وكادا يلقيان نجاحاً غير مسبوق فقد نفدت الطبعة