للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تغير زوجة ظلت ترسل إلى وقت قريب رسائل ملؤها الحب موقفها هذا التغيير الكامل. وكتب إلى (أنابلا) متسائلا هل هي حقا موافقة بكامل إرادتها على موقف أبيها. وأصبحت في حالة أسى ومحنة بسبب هذا الخطاب لكن والديها منعاها من كتابة خطاب ترد فيه عليه. وكتبت (أوجستا) إليها طالبة إعادة النظر في الأمر، فأجابتها (أنابلا):

"إنني فقط - أذكر اللورد بايرون بمقته الشديد الذي يفوق الحد للحياة الزوجية. وبرغبته وتصميمه. اللذين عبر عنهما - حتى منذ بداية الزواج - على التخلص من هذا الرباط الذي كان يرى فيه قيدا لا يحتمل".

وفي ١٢ فبراير ذهب (هوبهوس) ليرى بايرون. وفي الطريق سمع بعض الإشاعات تدور في الأوساط الاجتماعية والأدبية في لندن مفادها عدم إخلاص بايرون لزوجته وفيما يلي نُتفة مما كتبه (هوبهوس) في مذكراته عن هذا اليوم:

"رأيت السيدة (لاى Leigh) وجورج بايرون - ابن عم الشاعر - وعلمت منهما ما أخشى أن يكون حقيقة وهو أن بايرون مذنب لطغيانه الشديد، كثير التهديد والوعيد دائم الغضب والثورة، مهمل لزوجته، بل وألحق بها أذى حقيقيا فكان على سبيل المثال يخبرها بأنه كان يعيش مع امرأة أخرى … لقد كان يغلق الأبواب، ويلوح بالمسدسات .. وهي أمور ترويها جميعا ليدي بايرون تؤكد إنه مدان (مذنب) - لكنهم يبرئونه - كيف؟ بقولهم انه مجنون .... بينما سمعت هذه الأمور أتت السيدة (لاي) وراحت تقول إن أخاها يصرخ بمرارة في غرفة النوم .. إنه بائس .. بائس حقا.

الآن وجدت من واجبي أن أخبر بايرون أنني غيرت رأيي … وعندما أخبرته بما سمعته في الشوارع في هذا اليوم ذهل - لقد كان قد سمع أنه متهم بالقسوة والإغراق في الشراب وعدم الإخلاص لزوجته. لقد ذكرت له كثيرا مما سمعته في الصباح - فاهتاج هياجا هائلا وقال إنه محطم وإنه سيحطم رأس نفسه .. وكان أحيانا يقول: وحتى لو أحبتني ذات مرة، وفي أوقات أخرى كان يقول إنه سعيد للتخلص من مثل هذه المرأة - وقال: لو أنني غادرت البلاد لانفصلت عنها فورا".

وفي نحو هذه الفترة تلقى بايرون فاتورة مطلوباً سدادها بمبلغ ألفي جنيه ثمنا للمركبة الكبيرة التي كان قد اشتراها له ولزوجته. ولم يستطع تسديد الدين فلم يكن معه إلا