عودتهما إلى سويسرا توقفا عند دير شارتيز Chartreuse في مونتنفير Montenvers. وكتب تحت توقيعه في دفتر الزيارات - وقد أثارته مظاهر التدين - كتب باللغة اليونانية:
"إنني أحب البشر، وديمقراطي وملحد"،
" Eimi philanthropos demokratikos t'atheos te-"
وعندما زار بايرون بعد ذلك بفترة وجيزة المكان نفسه محا الكلمة الدالة على الإلحاد خوفاً من أن تستخدم في غير صالح شيلي في إنجلترا.
وقد كان. وفي ٩ أغسطس غادر شيلي وماري وكلير سويسرا قاصدين إنجلترا، وأعطى بايرون، مخطوطة (سجين شيلون) والنشيد الثالث والرابع من (شيلد هارولد) لشيلي كي يسلمها للناشر جون مري. أما شيلي نفسه فقد كان مشغولا مع ماري وكلير فلم يحضر سوى (ترنيمة جمال الفكر) وقصيدة Mount Blanc: (أبيات كتبت في قصيدته (وادي شامونكس Chamonix) . وهذه القصيدة تكاد تكون مرتبكة كنهيرات الجليد التي تهبط ملتفة حول المنحدرات الجبلية في المير دي جلاس.
فقد وجد شيلي انطباعاته عديدة ومتباينة حتى إنه كان غير قادر على التعبير عنها بوضوح بأي شكل من الأشكال وفكر برهة من الزمن في الكتلة الشاهقة مخاطبا إله الطبيعة كما تصوره وردزورث لكنه عاد مرة أخرى إلى الشعور بالكثافة الباردة تاركاً كل الأمور لأحكام البشر. وتظهر أيضا في قصيدته (ترنيمة جمال الفكر Hymn to Intellectual Beauty) بعض تأثيرات وردزورث لكن سرعان ما زوي إعلان شيلي بالخلود لقد عبر عن دهشته لوجود الظلمة جنبا إلى جنب مع النور، والشر جنبا إلى جنب مع الخير، وراح يحلم بخلاص الإنسان بتنمية إحساسه بالجمال وتعميقه وتوسيع مداه، ومتابعة الإحساس بالجمال في الفكر والعمل كما نتابعه في الشكل والبدن:
- لقد نذرت نفسي ..
- لك .. ألم أف بنذري؟
- ليس من فرح أزال عن جبيني التقطيب
- فلا أمل لدي أن تتحرري
- فمن هذا العالم، من عبوديته المظلمة
- يمكنك التعبير عما لم تستطع هذه الكلمات التعبير عنه