حاول فيه - محققا بعض النجاح - أن ينافس جون وبستر وغيره من دراميي اليعاقبة في عصر إليزابيث في قصصهم الدموية القاتمة التي تعج قتلا وغشياناً للمحارم.
وعلى وفق مقدمة المؤلف (لبروميثيوس المنطلق Prometheus Unbound) فإنه كتبها في أعلى حمامات كاراكالا Caracalla في روما سنة ١٨٢٠.
وكان قد تحدى مؤلفي العصر الإليزابيثي بعمله (the Cenci) أما الآن فإنه يخاطر بقفزة أبعد بطموحه لتحدي الكتاب الإغريق. ففي (بروميثيوس المقيد Prometheus Bound) نجد إيسخيلوس يظهر العارف سلفاً fore knower كثائر. وتم تقييد تيتان Titan إلى صخرة في القوقاز ليوحي للبشرية كثيرا جدا من شجرة المعرفة. وفي البقايا المفقودة من هذه الثلاثية - على وفق المرويات - فإن زيوس Zeus فقد الآن قلبه وحرر بروميثيوس وفك قيوده كما حرره من الصقر الذي كان ينقر كبده باستمرار بناء على أوامر إلهية، ينقر كبد بطلنا كما ينقر الشك في صلب اليقين.
وتصور (الدراما الغنائية Lyrical Drama) كما أسماها شيلي، زيوس، كبوربوني as Bourbon عجوز فظ مسئول بقسوة عن تعاسة البشر وانقلاب حال الدنيا. لقد أطاح به بروميثيوس بكل حماسة خريج أكسفورد الفاهم المستوعب الذي يستدعي الأساقفة لحضور جنازة الرب (المقصود هنا جنازة زيوس). وهنا يظهر ندم تيتان على قسوة لعنته:"إنني لا أرغب في أن يعاني كائن حي من الآلام" لقد عاد يباشر مهمته التي اختارها - أن يجلب الحكمة والحب للبشرية. وهنا نجد روح الأرض Earth تهلل سعيدة هاتفة باسمه: "أنت أكثر من إله، فأنت حكيم ورحيم" خلال الفصل الأول نجد الحديث محتملا وقصائد الأرواح الحاضرة تدمدم بقوة جوهرية، متلألئة بكنايات واستعارات ومجازات حلوة وقصائد مقفاة متسقة - لكن الخطب - سواء كانت لاهوتية أم غير لاهوتية ليست هي روح الشعر ونوره، فبالخطب تصبح القصائد الغنائية كريهة، وبالخطب تفقد القصائد فتنتها وإغراءها عندما تهبط كالصخرة على القارئ بإسراف مربك.
إن الجمال في هذه الحال يصبح مصدر إزعاج لا ينتهي! ففي كثير من شعر شيلي نجد عواطف متأججة دون سكون، وكلما تقدمنا في القراءة أحسسنا شيئا من الضعف في هذا الشعر وأحسسنا بكثير جدا من المشاعر إزاء أفعال درامية قليلة جدا، وكثير جدا من حالات القلوب ومجموعات الورود (تقول روح الأرض: "