إنني كقطرة ندى تموت". إن أسلوبه الشعري يمكن أن يكون لائقا جدا بالقصيدة الغنائية لكنه بطيء بالنسبة إلى الدراما، فكلمة الدراما تعني من بين ما تعني الفعل والحركة، وعلى هذا فعنوان عمله (الدراما الشعرية Lyrical Drama) ينطوي على تناقض (فالقصيدة تركز على المشاعر، والدراما تركز على الحركة مع عدم إغفال المشاعر) وعلى العكس من (الدراما الشعرية) نجد أن (قصيدة للريح الغربية Ode to the West Wind) تثيرنا لأن ما بها من أفكار ومشاعر قد تمّ تكثيفها في سبعين بيتاً. لقد ركز في قصيدته على فكرة واحدة، ولم ينشر المشاعر والعواطف على نحو ضحل، ولم يتخم قصيدته على ما فيها من ثراء القوافي والعبارات - إن الفكرة التي تتحلق حولها القصيدة هي أن الربيع آت بما يحمله من نماء رغم ما يعترينا من سخط نفقد الأمل فيه في أثناء الشتاء. لقد راح شيلي يستخدم المجاز الراقي على نحو متكرر. لقد كان هذا المجاز معيناً له عند التعبير عن عالم آماله وأحلامه الذي بدا حطاما أمام قسوة التجارب لكنه راح يأمل أن تبقى أفكاره وتنتشر من خلال أشعاره / النص:"تعاويذ أشعاره كما تذرو الرياح الأوراق المتساقطة فتنشرها". وقد حدث هذا بالفعل. هذه القصيدة التي لامست ذروة الشعر راودت الشاعر فكرتها فكتب معظمها كما يقول لنا شيلي نفسه:
" في غابة تطوق الأرنو the Arno بالقرب من فلورنسا، في يوم كانت الريح فيه عاصفة … مما أدى إلى تجمع الضباب فخرت أمطار الخريف"
لماذا غادر شيلي روما؟ إن هذا يرجع في جانب منه إلى أنه كان يريد أن ينفرد بنفسه لأنه لم يتحمل القرب من السياح البريطانيين الذين كان رأيهم فيه أنه زان ملحد لا شاعر كبير. كما أنه هو وماري قد أثر فيهما كثيرا موت ابنهما وليم (٧ يناير ١٨١٩) ولم يتجاوز الرابعة من عمره. ولم يستطع الأب ولا الأم أن يفيق من هول فقدان طفليهما في غضون تسعة أشهر. لقد ظهر الشعر الأشيب في حاجب شيلي رغم أنه لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره.
وبعد دفن وليم في المقبرة الإنجليزية في روما انتقلت الأسرة إلى ليفورنو Livorno - ليجهورن الأنجليكانية Anglice Leghorn وعندما راح يتجول في حديقة هناك شعر بالألم -ربما كأي شاعر - لهروب الطيور طيراناً خوفاً من اقترابه -وقد فتن على نحو خاص بطائر من هذا السرب كان