يغني في أثناء تحليقه، فلما عاد الشاعر إلى غرفته ألف قصيدته (إلى طائر القنبرة) من شكلها الأول بتفاعيلها السداسية hexameters المتتابعة، وسرعة وقعها. وهذه المقاطع الشعرية المرحة كان كل بيت شعري فيها عامراً بالمشاعر الدافئة، والفكر الجاف، في آن واحد.
وفي الثاني من شهر أكتوبر ١٨١٩ انتقل شيلي وأسرته إلى فلورنسا حيث وضعت ماري مولودها الثالث الذي سرعان ما أطلقوا عليها اسم بيرسي Percy. وفي فلورنسا وجدت كلير كليرمونت وظيفة معلمة خصوصية فأعفت - أخيرا - شيلي من رعايتها. وفي ٢٩ أكتوبر ١٨٢٠ نقل أسرته إلى فندق تري بالازي Tre Palazzi في بيزا حيث ربما يكون قد قام بأغرب مغامراته على الإطلاق. ورغم مرضه المتكرر فإنه لم يفقد حساسيته إزاء الجنس الآخر. وعندما وجد امرأة لم تكن فقط جميلة وإنما كانت تعسة، انجذب إلى جمالها وتعاستها.
لقد كانت إيميليا فيفياني Emilia Viviani فتاة من أسرة راقية وضعوها على غير رغبتها في دير بالقرب من بيزا لضمان احتفاظها بعذريتها حتى يتم تدبير زوج ثري لها. وكان شيلي وماري - وأحيانا كلير يذهبون لرؤيتها وقد فتنوا جميعا بملامحها الكلاسيكية، ومسلكها المتواضع وبساطتها الواثقة، ورأى الشاعر فيها مثالاً للمرأة فأصبحت محور أحلام يقظته وكتب بعض هذه الأحلام في عمله (Epipsychidion) أي (إلى روح فريدة To a soul unique) نشرها دون توقيع في سنة ١٨٢١. ومن أبياتها المدهشة:
لم أتصور أن أرى قبل مماتي
مثل هذا الشباب المكتمل. أحبك
يا إميلي، رغم أن العالم سيواري هذا الحب بخجل لا قيمة له.