ومن هذا الانجذاب الصوفي العاشق إلى انجذاب آخر:
قرينة، أخت، ملك، دليل قدري
دربك بلا نجوم (المقصود نورك يكفي)
آه لقد تأخر حبك، فأنت سرعان ما صرت معبودتي.
ففي حقول الخلود لابد أن تعبدك روحي، تعبدك أنت أول ما تعبد
يا ذات الحضور القدسي ..
من الواضح أن ابن الثمانية والعشرين عاما كان في حالة انجذاب ومثالية، فقوانيننا ومعنوياتنا (أخلاقنا) لا يمكن أن تنظم تماما غددنا (تحكم نزواتنا) وإذا كان امرؤ عبقريا أو شاعرا فلا بد أن يجد خلاصا أو راحة في عمل أو فن. وفي هذه الحال كان العلاج أو الخلاص عن طريق قصيدة تتأرجح بين اللامعقول والتفوق (الامتياز):
سيأتي اليوم الذي ستطيرين فيه معي …
فالسفينة في المرفأ الآن،
والرياح تهب فوق حافة الجبل .. تهب ملوحة.
ليأخذهم إلى جزيرة في بحر إيجة الأزرق:
إنها جزيرة بين السماء والهواء والأرض والبحر
جزيرة معلقه وسط السكون
هذه الجزيرة وهذا البيت هما ملكي وإنني أعدك
أن تكوني سيدة العزلة والانفراد.
وهناك ستكون هي حبه وسيكون هو حبها:
ستختلط أنفاسنا، وسيتضام صدرانا
وستخفق عروقنا معا وستلتقي شفاهنا ببلاغة أقوى من بلاغة الكلمات
تلتقي لتطفئ لظى الروح التي تحترق بينها
والينابيع الفوارة في عمق أعماق خلايانا