للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الارتباط بالكنيسة (أو أقوى من رباط تعقده الكنيسة)

وعندما أدانه المجتمع الإنجليزي لإطلاقه العنان لشهواته أو لفشله في إخفائها، أعلن الحرب على النفاق الإنجليزي أو بعبارة أخرى تظاهر الإنجليز بالفضيلة، وراح يهجو الطبقات العليا المكونة من قبيلتين قويتين وأدان استغلال أصحاب المصانع للعمال، بل ودعا أحيانا للثورة:

يحمي الله الملك والملوك

لأنه إن لم يفعل، أشك أن يستمر البشر!

أظن أنني أسمع طائرا صغيرا يغني قائلا:

سيغدو الشعب - عما قريب - أقوى ..

وكذا سواد الناس

الكل أخيرا سيتخلى عن العمل الزائف ..

سأقول سعيدا: يالتعاسة!

إذا لم أدرك هذه الثورة

فيمكنني وحدي أن أنقذ العالم من دنس جهنم.

وعلى أية حال فإنه لم يكن ميالاً للديمقراطية فلم يكن يثق في الجماهير وكان يخشى أن تؤدي الثورة إلى دكتاتورية أسوأ من دكتاتورية الملك أو البرلمان. وكان يرى بعض المزايا في حكم الأرستقراطيين بالمولد ويتطلع إلى أرستقراطية نظيفة عاقلة مدربة تتسم بالكفاءة. فلم ينس أنه هو نفسه لورد فسرعان ما عارض رفع الكلفة والمساواة فقد كان يعرف أن وجود مسافة أو حدود في العلاقات الاجتماعية يُضفى سحراً عليها. وتغيرت نظرته لنابليون مع مرور الأحداث مادام نابليون قد توج نفسه إمبراطورا وسلّح نفسه بالألقاب فقد رآه بايرون خير صيغة وسطية بين الملوك والجماهير.

لقد كان بايرون يدعو أن ينتصر نابليون على كل ملوك أوربا حتى عندما كان نابليون يغزو إسبانيا وروسيا دون مبرر واضح، وقد وبخ