كانت مكانتهما في التاريخ أكثر تواضعا، لكن موتهما المبكر جعلهما علمين في عالم الرومانسية.
إلا أن شيلي كان حقيقة قد أصبح بالفعل وهو في الثامنة والعشرين معتدلا، ففي سنة ١٨٢٠ كتب مقالاً جوهريا بعنوان "نظرة فلسفية للإصلاح" نشره بعد كتابته بعام، أعلن فيه أن "الشعراء الفلاسفة هم مشرعو العالم غير المعترف بهم". الشعراء لأنهم صوت الخيال يأتون بأفكار جديدة تدحض كثيرا من السخافات السائدة، وهذه الأفكار الجديدة تثير في وقت من الأوقات الناس وتحفزهم إلى التجربة والتقدم. والفلاسفة لأنهم يخضعون القضايا الاجتماعية للفكر العقلي الهادئ، وينظرون إليها بمنظور السنين. وكان شيلي - مثله في ذلك مثل بايرون والإنسانيين - ساخطا لأحوال العمال في مصانع إنجلترا، كما كان مستاء من البرود الذي تعامل به مالتوس Malthus في كتاباته مع مشكلة السكان وطريقة ضبطها بينما (أي مالتوس) ترك الأجور ليحكمها قانون العرض والطلب.
وأدان البروتستنتية والكاثوليكية معا لفشلهما في إضفاء روح المسيح على العلاقة بين الأغنياء والفقراء. واقترح فرض ضريبة على الأثرياء لسداد الدين الوطني الذي تتطلب فوائده السنوية الباهظة فرض ضرائب ثقيلة على العامة. وأشار إلى أن زيادة السكان فيما بين ١٦٨٩ و ١٨١٩ قد أخل بالتناسب بين المصوتين Voters وغير المصوتين مما جعل انتخاب أعضاء البرلمان قاصرا على أقلية صغيرة، وهذا يعني من الناحية العملية حرمان الشعب من حق الاقتراع.
وقد غفر لأرستقراطية ملاك الأراضي لأنها تأصلت بمرور الزمن وأصبحت راسخة من الناحية القانونية (ربما بالنظر إلى مستقبل آل شيلي) وكان يبارك انتقال الثروة بطرق معتدلة، لكنه كان يحتقر البلوتوقراطية plutocracy (حكم طبقة الأثرياء) ممثلة في التجار وأصحاب المصانع والماليين. وامتعض من آراء مكيافيللي التي تعفي الحكومة من الالتزام بالأخلاق: فالسياسات في الواقع هي أخلاق الأمم ودافع عن الثورة الفرنسية وامتدح حكومة نابليون القنصلية وتبرأ من نابليون عندما توج نفسه إمبراطورا وحزن لهزيمة فرنسا في واترلو.
ولم يجد كتاب شيلي (دفاع عن الشعر) الذي كتبه سنة ١٨٢١ ناشرا حتى سنة