للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٨٤٠. وهنا وجدنا الشاعر الذي نفى نفسه الآن يسقط الفلاسفة، ويعلي من شأن الشعراء باعتبارهم مشرعي العالم الأكثرين رقيا. ولقد عبر عن رأيه هذا الذي اطمأن إليه في مقدمة (بروميثيوس المنطلق):

"كتاب عصرنا العظماء هم الذين يواكبون (أو يسبقون إلى) بعض التغيرات التي لا يمكن تصورها في نظامنا الاجتماعي أو في الأفكار والآراء المرتبطة به. إن لدينا أسبابا معقولة لقولنا هذا. فسحابة العقل تفرغ ضياءها المتجمع. والتوازن بين المؤسسات institutions والآراء. يعود الآن أو لنقل إنه على وشك العودة ".

لكنه عاد الآن ليضيف: "سيكون عصرنا عصراً خالدا بسبب إنجازاته الفكرية، فنحن نعيش وسط فلاسفة على شاكلة كانط وفيتشه وهيجل وشيلنج وجودوين Kant، Fichte، Hegel، Schelling، Godwin، وشعراء من أمثال جوته وشيلر، ووردزورث، وكولردج وبايرون وشيلي Goethe، Schiller، Wordsworth، Coleridge، Byron، Shelley، فاقوا كل من تقدموا منذ النضال الوطني الأخير للمطالبة بالحريات المدنية والتحرر الديني". (١٦٤٢).

وعلى النقيض من ذلك وجدنا شيلي يقلل من شأن دور العلم في إعادة تشكيل الأفكار والمؤسسات، وكان العلم قد بدأ بالفعل في تحقيق دوره في هذا المجال. لقد حذر من ترك التقدم العلمي يسبق التطور الأدبي والفلسفي - فالعلم ليس أكثر من أداة لتحسين أدواتنا tools بينما التطور الأدبي والفلسفة هو غايتنا. وإلا زاد ثراء الأقلية الماهرة وأدى ذلك إلى زيادة تركز الثروة والسلطة.

لقد انتقل استياء شيلي من أمور حميه المالية إلى فلسفة جودوين وقد استكشف شيلي كتابات أفلاطون من جديد (كان قد ترجم جانبا من حواراته) وانتقل من الاتجاه الطبيعي إلى التفسير الروحي للطبيعة والحياة. إنه الآن يشك في هيمنة العقل وقدرته المطلقة وفقد حماسه للإلحاد. وكلما اقترب من سن الثلاثين. وجدناه يتوقف عن مهاجمة الأمور الغيبية في الدين. إنه الآن يفكر في أن الطبيعة هي الشكل الخارجي أو الظاهري لروح (جوهر) داخلي، وتفكيره على هذا النحو يشبه كثيرا تفكير وردزورث الشاب (في هذه النقطة). ولابد أن يكون هناك نوع من الخلود فالقوة الحيوية (الروح) في الفرد تنتقل بعد موته إلى