المكدسة مما قد يقضي على البطالة والفقر ويتيح التعليم لكل طفل، ويتيح معاشا لكل شيخ. وراح بين Paine يعيد صياغة حقوق الإنسان مستخدما المصطلحات التي استخدمها روسو:
١ - يولد الناس أحرارا ويظلون دوما أحرارا متساوين في الحقوق. وبالتالي فالفوارق المدنية لا ينبغي الإبقاء عليها إلا للصالح العام.
٢ - هدف كل التنظيمات السياسية هو الحفاظ على حقوق الإنسان الطبيعية التي لا تتغير بمرور الزمن. وهذه الحقوق هي الحرية، والملكية (بكسر الميم) والأمان ومقاومة الظلم.
٣ - الأمة هي مصدر السلطات، فليس لفرد أو مجموعة سلطة مهما كانت إلا إذا كانت منبثقة من الأمة (الشعب).
وقد بيع من كتاب (حقوق الإنسان) هذا خمسون ألف نسخة في أسابيع قليلة، وقد يشير هذا إلى قوة الحركة الراديكالية في إنجلترا في سنة ١٧٩١. لقد انتعشت الجمعيات الراديكالية المختلفة، وكان بعضها أقل راديكالية من الأخرى: جمعية المعلومات الدستورية، جمعية لندن للمراسلة جمعية أصدقاء الشعب الإسكتلنديين وجمعية إحياء ذكرى الثورة وأرسلت بعض هذه الجمعيات تهاني للثورة الفرنسية، وقد أسهمت جمعيتان منها في العمل على نشر كتاب بين Paine على نطاق واسع (٨).
ولاحظ بت Pitt ذلك وانزعج له. وكان بت فيما بينه وبين نفسه متأثرًا بكتاب بين Paine . لقد قال لابنة أخيه: (إن بين Paine ليس غبيا ربما كان على حق لكنني إذا نفذت ما يريد لوجدت بين لدي غدا آلافًا من قطاع الطرق، وستحترق لندن (٩)). فأصدر أمرا بالقبض على بين Paine ففر إلى فرنسا فحوكم غيابيا وأدين بالخيانة (ديسمبر ١٧٩٢). لقد كان لدى الإنجليز أسباب كثيرة لعدم اتباعهم فرنسا في ثورتها. لقد كانوا قد قاموا بثورة بالفعل في سنة ١٦٤٢ كثورة ١٧٨٩ في فرنسا. وكانت لهم ثورتهم الفكرية قبل الفرنسيين: لقد سبق التركيز على الجانب الربوبي في العقيدة الأورثوذكسية (لا علاقة لهذه الكلمة هنا وفي هذا السياق بالمذهب الأورثوذكسي المعروف وإنما هي أقرب ما يكون إلى