خطر) وكانت حكومة بريطانيا العظمى أكثر وعيا بالخطر القادم من غيرها بسبب تقدم الجيوش الفرنسية في بلجيكا ومطالب فرنسا من هولندا بفتح نهر شلدت Scheldt لكل التجارة، وهذا النهر الذي يبلغ طوله ٢٧٠ ميلا ينبع من شرق فرنسا ويمر خلال بلجيكا ويمر بالقرب القريب من أنتورب Antwerp في هولندا. وهناك ينشعب إلى فرعين يصبان في بحر الشمال. وكانت هولندا وفقًا لصلح ويستفاليا قد أغلقت النهر في وجه التجارة التي لا ترغب في مرورها، وكانت تعطي أفضلية لبريطانيا وتمنع البلجيك، وعلى هذا انهارت أنتورب وانتعشت أمستردام. وفي ٢٧ نوفمبر ١٧٩٢ أعلمت الحكومة الفرنسية إنجلترا قرارها باستخدام القوة لفتح منافذ النهر، فأجاب بت بأن بريطانيا ملتزمة على وفق معاهدة وقعت سنة ١٧٨٨ بحماية هولندا إذا تعرضت لهجوم خارجي. وأكثر من هذا فما دام نهر الراين أيضا يصب في بحر خلال مصبات هولندية، فإن خضوع هولندا للسيطرة الفرنسية يعني سيطرتها أيضا على مصبات الراين وبالتالي تحكمها في التجارة البريطانية التي تصل إلى وسط ألمانيا عن طريق الراين. وفي ٣١ ديسمبر ١٧٩٢ أنذرت الحكومة البريطانية فرنسا كالتالي:
"لن توافق إنجلترا بأي حال من الأحوال أن تدعي فرنسا لنفسها حق إبطال ما هو جار، على وفق هواها (بدعوى حماية الحقوق الطبيعية التي نصبت نفسها - أي فرنسا - قاضيا وحيدا يحكم بشأنها) بإلغاء النظام السياسي لأوربا مع أنه نظام ترسخ بفضل معاهدات محترمة وضمنته موافقة كل القوى. إن هذه الحكومة (البريطانية) انطلاقا من مبادئها التي سارت على هداها لأكثر من مائة سنة لا يمكن أن تنظر بلامبالاة إذا نصبت فرنسا نفسها - بشكل مباشر أو غير مباشر - سلطة ذات سيادة في الأراضي المنخفضة، أو حكمًا للحقوق والحريات في أوربا (١١) ".
وفي ٢١ يناير ١٧٩٣ أعدمت الحكومة الفرنسية لويس السادس عشر وعندما وصل هذا الخبر إلى لندن صدم الملك جورج الثالث وكذلك معظم الشعب البريطاني. وفي ٢٤ يناير أصدرت الحكومة البريطانية أمرًا للوزير الفرنسي الماركيز فرانسوا برنار دي شوفيلان de Chauvelin بمغادرة المملكة. وفي أول فبراير أعلنت فرنسا الحرب على كل من إنجلترا