سنة ١٨٠٣، فعهد أدنجتون إلى نلسون أن يعد أسطولًا تحت قيادته للقيام بمهمة واضحة: الوصول إلى الأسطول الفرنسي الرئيسي وتدميره حتى آخر سفينة فيه. وفي هذه الأثناء كان نابليون يملأ المعسكرات والموانئ والترسانات arsenals في بولونيا Boulogna وكاليه Calais ودنكرك Dunkirk وأوستند Ostend بالرجال والعتاد وكان يشيد مئات السفن ليعبر بجيوشه القنال الإنجليزي لغزو إنجلترا. وعمل أدنجتون قصارى جهده لمواجهة التحدي لكنه كان مترددا متذبذبا أكثر منه آمرًا حازما وكانت الأمور الداخلية تنحو إلى الفوضى، وتناقص عدد مؤيدي حزبه من ٢٧٠ إِلى ١٠٧ فاستقال بإرادته (دون أن يجبره أحد على الاستقالة) وفي العاشر من مايو بدأ بت Pitt رئاسته للوزراء للمرة الثانية. شرع بت مباشرة في تكوين التحالف الثالث (ضد فرنسا) في سنة ١٨٠٥ مع روسيا والنمسا والسويد وقدم لهذه الدول إعانات مالية زادت بزيادة الضرائب على البريطانيين بنسبة ٢٥% ورد نابليون على هذا التحالف بأن أمر جيشه المرابط على القنال الإنجليزي بالتوجه إلى النمسا لتلقينها درسًا آخر وأرسل تعليمات إلى لوائه البحري بيير دي فيلينيف Pierre de Villeneuve بأن يجهز أفضل سفن البحرية الفرنسية لمواجهة مع نلسون لإنهاء الهيمنة البريطانية على البحار.
لقد كان في سفينة القيادة (النصر) التي فيها نلسون ٧٠٣ غالبهم في نحو الثانية والعشرين وكان بعضهم في الثانية عشرة من عمره أو الثالثة عشرة بل لقد كان هناك عدد قليل منهم في العاشرة. وكان نحو نصفهم مجبرين على الخدمة في الأسطول كما كان كثيرون منهم مدانين في جرائم وحكم عليهم بالخدمة في الأسطول عقابا لهم، وكانوا يتقاضون أجورا ضئيلة لكنهم كانوا يتقاضون - على وفق موقفهم وسلوكهم - أنصبة من الأموال التي يتم الاستيلاء عليها من سفن الأعداء ومستودعاتهم. وكانت مغادرة الجنود إلى الشاطئ أمرًا قلما يسمح به خوفا من فرارهم من الخدمة ولسد حاجة الرجال للنساء كان يتم جلب البغايا إلى متون السفن، ففي بريست Brest جلبوا ذات صباح ٣٠٩ امرأة (بغي) بينما كان عدد الرجال ٣٠٧ فقط (١٥). وسرعان ما اعتاد المجندون - رغم صرامة النظام - تكييف أنفسهم مع ظروفهم الجديدة وعادة ما كانوا يعتزون بعملهم وشجاعتهم. وقيل إن نلسون كان مؤتلفًا مع رجاله قريبا منهم فهو لم ينزل بأحد منهم عقابا إلا عند الضرورة