أبريل ١٨٠٦ خجلًا من رؤية نابليون له. واعتذر في آخر خطاباته لزوجته لفراقه إياها شاكرًا الأقدار أنه لم ينجب طفلًا حتى لا يحمل عاري "حتى لا يُدفن مع اسمي"(٢٢).
لقد كانت معركة الطرف الأغر واحدة من المعارك الحاسمة في التاريخ. لقد ضمنت السيادة البريطانية على البحار طوال قرن.
لقد أنهت فرصة نابليون في تحرير فرنسا من الحصار الذي فرضه الأسطول البريطاني على السواحل الفرنسية وأجبرت هذه المعركة نابليون على التخلّي عن فكرة غزو إنجلترا. وكان أن عليه أن يخوض حروبًا برية مكلّفة كثيرًا، وكل معركة منها ستؤدي إلى معارك أخرى. لقد ظنّ أنّ بمقدوره تجاوز معركة الطرف الأغر بانتصاره الحاسم في أوسترليتز Austerlitz (٢ ديسمبر ١٨٠٥) لكن هذه المعركة أدت إلى معارك أخرى: يينا Jena إيلاو Eylau فريدلاند Friedland واجرام Wagram ، بورودينو Borodino ، لينتج Leipzig واترلو Waterloo . لقد كان لابد له أن يُحرز نصرًا بحريًا.
ومع هذا فقد كان بِت Pitt الذي عاصر مئات الأزمات وسعد بنتائج معركة الطرف الأغر - متفقًا مع نابليون في أن معركة أوسترليتز قد محت آثار النصر الذي حققه نلسون. لقد انسحب بت بعد أن أرهقته الأزمات المتلاحقة في داخل البلاد وفي خارجها - طلبًا للراحة في باث Bath . وهناك وصلته الأخبار بأن النمسا (محور تحالفاته) قد انهارت ثانيةً، فزاده هذا آلامًا على آلامه الصحية التي تفاقمت بفعل إفراطه في تناول البراندي (نوع من الخمور) وفي ٩ يناير ١٨٠٦ وافته منيته في السابعة والأربعين من عمره بعد أن شغل منصب رئيس الوزراء في بريطانيا العظمى طوال حياته بعد البلوغ تقريبًا. وفي هذه السنوات البالغة تسعة عشر عامًا ساعد في توجيه بلاده نحو السيطرة والتفوق في المجالات الصناعية والتجارية والحربية وأعاد صياغة نظامها المالي بكفاءة منقطعة النظير، لكنه فشل في معاقبة الثورة الفرنسية أو التصدي للتوسع النابليوني الخطر في أوروبا. لقد اختفى توازن القوى في القارة الأوروبية - وهو أمر مهم جدًّا لإنجلترا - وافتقدت البلاد حرية الحديث والاجتماع والصحافة في فترات الحرب وهذا يعني أنها ظلت مفتقدة طوال اثنى عشرة عامًا، وليس من علامة دالة على انتهاء هذا الوضع.