للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سفينة من سفن العدو قد استسلمت ولم تفقد بريطانيا سفينة واحدة. وكانت كلماته الأخيرة هي: "فلتراعوا عزيرتي الليدي هاملتون يا هاردلي .. اهتم بالبائسة الليدي هاملتون .. قبلني يا هاردلي. والآن إنني راض. شكرا لله لقد أديت واجبي (٢٠) ".

وبقيت كل سفن نلسن حتى تمر العاصفة المتوقعة - بناء على أوامر نلسون وهو في فراش الموت - ووصلت إنجلترا في وقت يسمح لبحارتها ومقاتليها بالمشاركة في الاحتفال الوطني بانتصارهم ونقعت جثة نلسون في البراندي لتأخير تحللها وحملت منتصبة في برميل إلى إنجلترا حيث سيقت في أفخم جنازة تعيها ذاكرة الأحياء وسلم القبطان هاردي لليدي هاملتون خطاب الوداع الذي كتبه حبيبها الذي وافته المنية، فاحتفظت به كذكرى غالية وكتبت في آخره:

يا لإما البائسة!

يا لنلسون العظيم السعيد!

وبناء على وصيته ترك كل ممتلكاته ومكافآته الحكومية لزوجته فيما عدا منزله في مرتون فقد احتفظت به إمَّا هاملتون. ومخافة ألا يكفيها هذا بالإضافة للمبلغ السنوي الذي تركه لها زوجها، فقد كتب نلسون في يوم المعركة ملحقًا لوصيته: "إنني أترك إما Emma ليدي هاملتون وديعة لدى مليكي وبلادي ليقدموا لها ما يحفظ لها مكانتها في الحياة) وساعة احتضاره - كما ذكر الدكتور سكوت Scott - طلب أيضًا أن ترعى بلاده ابنته هوراتيا Horatia ، لكن الملك ورعاياه تجاهلوا هذه الطلبات، فتم القبض على إما في سنة ١٨١٣ لتأخرها في سداد دين وسرعان ما أطلق سراحها فهربت إلى فرنسا تخلصًا من دائنيها، وماتت فقيرة في كاليه Calais في ٢٠ يناير ١٨١٥ (٢١).

نعود للأدميرال جرافينا Gravina ، فبعد مقاومة باسلة عاد هاربًا بسفينة القيادة إلى إسبانيا لكن بعد أن أصيب بجرح فظيع تسبب في موته بعد شهور قليلة من وصوله. ولم يقد فيلينيف أسطوله بحكمة لكنه حارب بشجاعة وكان يعرّض نفسه للخطر - بطيش - مثله في ذلك مثل نلسون، وقد استسلم فيلينيف بعد أن مات كل رجاله تقريبًا. وأخذ أسيرًا إلى إنجلترا وأطلق سراحه فعاد قاصدًا فرنسا وانتحر في فندق في رن Rennes في ٢٢