قاد الأدميرال كولنجوود بخمس عشرة سفينة الهجوم بأن أمر سفينة قيادته (التي هو فيها) السفينة Royal Sovereign أن تبحر مباشرة خلال ثغرة بين البارجتين الحربيتين الأولى والثانية للأدميرال جوافينا، والسفينتان المقصودتان هما (سانتا أنا) و (نوجو)، وبهذه الحركة أصبح رجاله في وضع يمكنهم من إطلاق النار من جانبي سفينته على السفينتين الاسبانيتين اللتين كانتا غير قادرتين على رد النيران وكان لدى مطلقي المدافع البريطانيين مزايا إضافية: لقد كان يمكنهم إشعال مدافعهم باستخدام الزنود المصونة (زنود جمع زند) أن الآلات المفجرة للشحنات في مدافعهم بها صوانات (جمع صوان) أو ظِرّات (جمع ظرة) في ديك البندقية أو المدفع (الديك هو الزند) لإطلاق الشرارة. وهذه الطريقة في الإشعال كانت أسرع بمرتين من الطريقة الفرنسية التي كان يُستخدم فيها فتائل لا تستجيب للإشعال بسرعة كما كان إطلاق البريطانيين للنار أدق، إذ كان متزامنًا مع تمايل السفينة (١٩). وحَذَتْ بقية سفن أسطول كولنجوود حذوه باختراق خط سفن العدو ثم غيّرت اتجاهها وركزت هجومها على سفينة جرافينا (Gravina) حيث كانت الروح المعنوية لبحارتها متدهورة. وفي الطرف الشمالي لخط المعركة واجه الفرنسيون بشجاعة ضراوة هجوم نلسون وراح بعضهم يهتف صائحًا:"عاش الامبراطور" وهو يلفظ أنفاسه، هذا، فكما حدث في معركة "أبي قير"، فقد تفوّق البريطانيون لأنهم كانوا أكثر تدريبًا وأعلى مهارة في أمور البحر والمدفعية.
لكن مصير نلسون كان قد تحدّد عندما وجه قناص فرنسي في أعلى صاري السفينة الفرنسية ريدوتابل (Redoubtable) طلقة إلى نلسون حددت مصيره. ولم يكن الأدميرال نلسون يعرّض نفسه للخطر كالعادة فقط، ولكنه أيضًا رفض أن يزيل من فوق صدره أوسمة الشرف التي منحته إياها بلاده (إنجلترا) مما سهل عملية تمييزه. لقد اخترقت القذيفة صدره وكسرت عموده الفقري، وحمله مساعده المخلص توماس ماسترمان هاردي Thomas Masterman Hardy) إلى الطابق الأسفل من السفينة حيث أكد الطبيب بيتي Beatty ما كان نلسون مقتنعًا به وهو أنه لم يبق له في هذه الحياة سوى ساعات قليلة وظل نلسون واعيًا طوال أربع ساعات أخرى كانت كافية ليعلم أن أسطوله قد حقق نصرًا كاملًا وأن تسع عشرة