وهنا غير نابليون مرة أخرى تعليماته: لقد كان على فيلينيف أن يغادر قادش ويحاول مراوغة الأسطول البريطاني وأن يتجه للتعاون مع جوزيف بونابرت لإحكام السيطرة الفرنسية في نابلي. وفي ١٩ و ٢٠ أكتوبر قاد الأدميرال - علي كره منه - سفنه الثلاث والثلاثين خارج قادش وتوجه قاصدا جبل طارق وفي يوم ٢٠ من الشهر نفسه لمحه نلسون فأصدر أوامره فورا السفنه البالغ عددها سبعا وعشرين بالاستعداد للمعركة، وراح في هذه الليلة يكتب خطابا لليدي هاملتون لكنه أكمله في صباح اليوم التالي:
"إما يا أعز وأحب من عرفت، يا أليفة قلبي. لقد ظهرت علامات خروج أسطول العدو الذي اتحد ضدنا (يقصد الأسطول الفرنسي والأسطول الأسباني الذي انضم إليه) من الميناء. الرياح لا تساعدنا على التقدم فلا يمكننا رؤيته قبل الغد. عسى رب المعارك يكلل مناوراتى بالنجاح في كل الأمور التي أراني معتادًا عليها ليكون أسمي أعز الأسماء عندك وعند هوراتيا، فإنني أحب كليكما كحبي لحياتي … وعسى يهبنا الرب العظيم نصرا على أولئك الرفاق ويمكننا من تحقيق السلام (١٧)).
وكتب في يومياته تحت اليوم السابق للمعركة: عسى يهب الرب العظيم بلادي - لصالح أوربا كلها نصرا عظيما مؤزرا لا تشوبه شائبة ولا يفسده سوء تصرف، وعسى تصبح الإنسانية لمحة دائمة في الأسطول البريطاني بعد تحقيق النصر … إنني أضع نفسي بين يدي الله الذي خلقني فعساه ينير ببركاته تحركاتي لخدمة بلادي بإخلاص. إنني أهب نفسي لله، وكذلك للقضية العادلة التي عهد إلي بالدفاع عنها. آمين آمين آمين. (١٨)).
والتقى الأسطولان في ٢١ أكتوبر سنة ١٨٠٥ قبالة رأس الطرف الأغر إزاء الساحل الإسباني إلى الجنوب بمسافة قصيرة من قادش فأصدر فيلينيف من سفينة القيادة (بوسنتور Bucentaure) إشارة لسفنة أن تصطف في خط واحد من الشمال للجنوب لتكون جوانبها التي كانت ناحية الميناء في مواجهة العدو المقترب، ولم تتم السفن هذه المناورة بشكل كامل وما كادت تكملها حتى وجدت نفسها هدفا للقوات البحرية البريطانية المتقدمة إلى الشمال الغربي في خط مزدوج. وفي الساعة ١١:٣٥ صباحا أرسل نلسن من سفينة القيادة (فيكتوري) الإشارة الشهيرة "إنجلترا تتوقع أن يؤدي كل رجل واجبه" وفي الساعة ١١:٥٠