للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لغزو الفلاندرز Flanders وعاد من هذه المغامرة غير الناجحة مشمئزاً من الحرب ممرغاً في الوحل متهما بعدم الكفاءة حتى إنه فكر في ترك الجيش والانخراط في الحياة المدنية. لقد كان يفضل الكمان على الثكنات العسكرية وكان يعاني آلاما متلاحقة، وكان من رأي أخيه مور ننجتون Mornington أن أحداً لا يجب أن يتوقع منه الكثير لنقص كفاءته وقد رسمه جون هوبنر Hoppner في صورة تظهره وهو في السادسة والعشرين بعينين كعيني شاعر، وبوسامة كوسامة بايرون.

وقد رشح - مثل بايرون - للزواج من ليدي نبيلة رفضت الاقتران به. وفي سنة ١٧٩٦ ذهب إلى الهند كولونيلاً تحت قيادة أخيه ريتشارد الذي هو الآن (في هذه الفترة) المركيز ويلزلي وأصبح حاكما لمدراس Madras ثم البنغال، وضم بعض الإمارات الهندية للإمبراطورية البريطانية. لقد أحرز آرثر ويلزلي Arthur Wellesley (كما أصبح دوق المستقبل يكتب اسمه) بعض الانتصارات الباهرة في هذه المعارك في الهند، ومنح لقب فارس في سنة ١٨٠٤.

وعندما عاد إلى إنجلترا ضمن لنفسه مقعدا في البرلمان البريطاني وتقدم مرة أخرى لطلب يد كاثي باكنهام Cathey Pakenham فقبلته (١٨٠٦) فعاش معها غير سعيد حتى تعلم كل منهما العيش بمعزل عن الآخر، وقد أنجب منها طفلين.

وواصل الترقي من منصب إلى آخر، ولم يكن هذا بتقديم الرشا وإنما كان في الأساس لشهرته بالتحليلات الدقيقة والإنجازات المتسمة بالكفاءة. وقد وصفه وليم بت Pitt قرب موته بأنه رجل يضع في اعتباره كل الصعوبات قبل القيام بمهمة فلا يبقى من هذه الصعوبات شيء بعد إتمام المهمة وفي سنة ١٨٠٧ أصبح وزيرا أول لشؤون أيرلندا في وزارة دوق بورتلاند، وفي سنة ١٨٠٨ أصبح ليفتنانت جنرال، وفي شهر يوليو من العام نفسه عهد إليه بقيادة ١٣٥٠٠ مقاتل لطرد جونو Junot والفرنسيين من البرتغال.

وفي أول أغسطس رسا برجاله في ساحل خليج مونديجو Mondego إلى الشمال من لشبونة بمائة ميل.

وانضم إليه هناك نحو ٥،٠٠٠ برتغالي، ووصله خطاب من وزارة الحرب تعده فيه بإمداده