بمحاربين آخرين عددهم ١٥،٠٠٠ في أقرب وقت، لكن الخطاب أضاف أن السير هيو دالريمبل Hew Dalrymple البالغ من العمر ثمانية وخمسين عاما سيكون على رأس هذا المدد وسيتولى القيادة العليا للحملة كلها، ولكن ويلزلي كان قد وضع خططه بالفعل ولم يكن سعيدا بالعمل تحت قيادة قائد آخر، فقرر ألا ينتظر وصول المدد المكون من ١٥،٠٠٠ مقاتل، فاتجه شمالا على رأس رجاله البالغ عددهم ١٨،٥٠٠ ليخوض المعركة التي ستحدد مصير جونو ومصيره (أي مصير ويلزلي)،
وكان جونو قد سمح لرجاله بالانغماس في اللهو بكل أنواعه في العاصمة، وكان على رأس ١٣،٠٠٠ مقاتل، فقبل التحدي لكنه عانى هزيمة منكرة في فيميرو Vimeiro بالقرب من لشبونة (٢١ أغسطس ١٨٠٨). ووصل دالريمبل بعد المعركة فتولى القيادة، وأوقف مواصلة زحف القوات البريطانية ورتب مع جونو اتفاق سنترا Cintra (٣ سبتمبر) يسلم بمقتضاه كل المدن والحصون التي كان الفرنسيون قد استولوا عليها في البرتغال، على أن ينسحب بمن بقي من رجاله بأمان، ووافق البريطانيون على تقديم سفنهم لنقل الراغبين في العودة إلى فرنسا، ووقع ويلزلي الوثيقة شاعراً أن تحرير البرتغال بمعركة واحدة أمر يستحق من بريطانيا بعض الرضا.
واتفاق سنترا هذا هو الاتفاق الذي وافق الشاعران وردزورث Wordsworth ولورد بايرون Byron على أنه غباء لا يصدق (وإن كانا لم يرددا هذا الرأي بعد ذلك إلا نادرا) فهؤلاء المقاتلون الفرنسيون الذين تم إطلاق سراحهم سرعان ما سيجندون مرة أخرى لمحاربة بريطانيا وحلفائها. وتم استدعاء ويلزلي إلى لندن لاستجوابه، فذهب غير آسف تماما فهو لم يكن راغبا في الخدمة تحت قيادة دالريمبل وكان يكره الحرب بالفعل. لقد قال بعد أن حقق انتصارات كثيرة:"اسمع رأيي عن الحرب: إنك إن خضت الحرب ولو ليوم واحد فستدعو الله القدير ألا تشهدها ولو لساعة واحدة مرة أخرى". ويبدو أنه أقنع محاكميه أن اتفاق سنترا قد أنقذ حياة الآلاف من البريطانيين وحلفائهم بمنع القوات الفرنسية من إبداء المزيد من المقاومة. وبعد ذلك عاد إلى أيرلندا منتظراً فرصة أفضل لخدمة بلاده واسمه ذي السمعة الطيبة.