الجيش الفرنسي ٦،٠٠٠ قتيل وكل مدفعيته، ولم يتعقب ويلزلي الجيش الفرنسي المنهزم فقد كان عليه أن يسرع جنوبا للتصدي لجيش فرنسي آخر بقيادة فيكتور، لكن فيكتور بعد أن علم بهزيمة سولت استدار عائداً إلى تالافيرا Talavera وهناك تلقى من جوزيف مددا زاد من عدد جيشه ليصبح ٤٦،٠٠٠ مقاتل، ولم تكن قوات ويلزلي تزيد على ٢٣،٠٠٠ بريطاني و ٣٦،٠٠٠ أسباني، والتقى الجيشان في تالافيرا Talavera في ٢٨ يوليو سنة ١٨٠٩، وهرب الجنود الأسبان ومع هذا فقد تمكن ويلزلي من تكبيد جيش فيكتور ٧،٠٠٠ قتيل وجريح واستولى منه على ١٧ مدفعا.
وسيطر ويلزلي على ميدان المعركة رغم أن جيشه فقد ٥،٠٠٠ ما بين قتيل وجريح، وقدرت الحكومة البريطانية كفاءة ويلزلي وشجاعته فأصبح يحمل لقب فيكونت ولينجتون ومع هذا فقد أدى انتصار نابليون في معركة واجرام Wagram (١٨٠٩) وزواجه من ابنة الإمبراطور النمساوي (مارس ١٨١٠) إلى وضع حد لولاء النمسا لإنجلترا. وكانت روسيا لا تزال حليفة لفرنسا، وكان هناك ١٣٨،٠٠٠ جندي فرنسي إضافي مستعدين للخدمة العسكرية في أسبانيا، وكان المارشال أندريه ماسينا Andre Massena بجنوده البالغ عددهم ٦٥،٠٠٠ يخطط للخروج بهم من أسبانيا لغزو البرتغال.
وأخبرت الحكومة البريطانية ولينجتون Wellington أنه إذا غزا الفرنسيون أسبانيا مرة أخرى فلا جناح عليه إن انسحب بجيشه إلى إنجلترا. وكانت هذه لحظة حرجة في مهمة ولينجتون، فالانسحاب - رغم أن الحكومة البريطانية قد سمحت به - قد يلوث سجله إذا لم يحقق نصراً كبيرا على نحو ما يخفف من وطأة الانسحاب، فقرر أن يخاطر برجاله وبمهمته وبحياته بضربة أخرى تعتمد على الحظ (برمية نَرْد أخرى)، وفي هذه الأثناء كان قد جعل رجاله يقيمون خطا من التحصينات إلى الشمال من قاعدته في لشبونة بخمسة وعشرين ميلا من التاجوس Tagus وعبر تورز فيدراس Torres Vedras حتى البحر.
وبدأ ماسينا معركته بالاستيلاء على حصن سيوداد رودريجو Ciudad Rodrigo الإسباني ثم عبر إلى البرتغال بستين ألف مقاتل. وكان ولينجتون على رأس ٥٢،٠٠٠ من المتحالفين (بريطانيين وأسبان وبرتغاليين) فالتقى به في بوساكو Bussaco (شمال كويمبرا Coimbra) في ٢٧ سبتمبر سنة ١٨١٠ فتكبّد ١،٢٥٠ ما بين قتيل وجريح