للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما ماسينا فتكبّد ٤،٦٠٠، ومع هذا فقد أدرك ولينجتون أنه لن يستطيع - كماسينا - التعويل على مدد يأتيه، لذا فقد تراجع إلى تحصينات تورز فيدراس وأمر رجاله بإتباع سياسة الأرض المحروقة أي تدمير كل ما يلقونه في طريق تراجعهم حتى يعاني جيش ما سينا من الجوع، وفي ٥ مارس سنة ١٨١١ قاد ماسينا جنوده الجياع عائداً إلى أسبانيا وأسلم القيادة لأوجست مارمون Auguste Marmont.

وبعد أن قضى ولينجتون فترة الشتاء في الراحة وتدريب رجاله أخذ المبادرة فاتجه إلى أسبانيا على رأس جنوده البالغ عددهم ٥٠،٠٠٠ وهاجم قوات مارمون البالغ عددها ٤٨،٠٠٠ بالقرب من سالامنكا Salamanca في ٢٢ يوليو ١٨١٢، ففقدت القوات الفرنسية ١٤،٠٠٠ ما بين قتيل وجريح بينما فقد البريطانيون وحلفاؤهم ٤،٧٠٠، وانسحب مارمون، وفي ٢١ يوليو غادر الملك جوزيف بونابرت مدريد على رأس ١٥،٠٠٠ مقاتل لتقديم النجدة لمارمون، لكنه علم في أثناء الطريق بما حل بمارمون من هزيمة، فلم يجرؤ (أي الملك جوزيف بونابرت) على العودة للعاصمة (مدريد) فقاد قواته إلى فالنسيا Valencia ليلحق هناك بجيش فرنسي أكبر عددا بقيادة المارشال سوش Sochet ولحق به - بعجلة وفوضى - ١٠،٠٠٠ من المتفرنسين (المؤيدين للحكم الفرنسي من الأسبان والبرتغاليين) وحاشيته وموظفوه.

وفي ١٢ أغسطس دخل ولينجتون مدريد فرحبت به الجماهير بحماس بالغ، تلك الجماهير التي ظلت غير مفتونة بدستور نابليون. وكتب ولينجتون لأحد أصدقائه: "إنني بين أُناس يكاد الفرح يذهب بعقولهم. لقد منحني الرب حظاً سعيداً أرجو أن يستمر لأكون أداة لتحقيق استقلاله ".

لكن الرب تردّد فلم يُعطه استمراراً لهذا الحظ فقد أعاد مارمون تنظيم جيشه خلف تحصينات بورجوز Burgos، فحاصره ولينجتون هناك؛، وتقدم جوزيف من فالنسيا على رأس ٩٠،٠٠٠ مقاتل لمواجهة القوات البريطانية والمتحالفين معها، فتراجع ولينجتون (١٨ أكتوبر ١٨١٢) متجاوزاً سالامنكا إلى سيوداد رودريجو Ciudad Rodrigo وفقد في أثناء تراجعه ٦،٠٠٠ من قواته (بين قتيل وجريح)، ودخل جوزيف مدريد مرة أخرى وسط استياء عارم من الجماهير، وإن ابتهجت الطبقة الوسطى لعودته، وفي هذه الأثناء كان نابليون