للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النمساوي في معركة أوسترليتز - حث الإمبراطور فرانسيس الثاني على تسليم فينيزيا Venezia (فينيتسيا) لمملكة يوجين Eugene الجديدة. وكانت البندقية Venice شديدة الامتنان لهذا التعويض الجزئي عن المقايضة غير العادلة التي عقدها نابليون مع البنادقة في سنة ١٧٩٧، وعبرت عن امتنانها هذا بإقامة مهرجانات الترحيب به (بنابليون) عندما زار مدينتهم في سنة ١٨٠٧. وفي مايو سنة ١٨٠٨ تولى أمر دوقية تسكانيا الكبيرة في وقت كانت الإدارة النمساوية بها في أحسن حالاتها. وحكمت ليزا أخته (أخت نابليون) لوسا Lucca حكما طيبا حتى إن نابليون حولها إلى تسكانيا وبفضل حكمتها وسياسة الاسترضاء التي اتبعتها أصبحت فلورنسا ملاذا للآداب والفنون يعيد إلى الأذهان ذكريات أيام آل ميديتشي.

وفي ٣٠ مارس سنة ١٨٠٦ أعلن نابليون تعيين أخيه جوزيف ملكا على نابلي وأرسله على رأس جيش فرنسي ليعيد للطاعة فريدريك الرابع غير المنضبط وزوجته الملكة كثيرة المطالب. لقد بدا الإمبراطور (نابليون) قد ادخر أكثر المهام صعوبة لجوزيف الكريم وأنه - أي نابليون - لم يضع في اعتباره كثيرا المخاطر والصعوبات التي تنطوي عليها هذه المهام. لقد كان جوزيف رجل ثقافة يحب صحبة المتعلمين وصحبة النسوة اللائي لم يطغ علمهنّ على جاذبيتهنّ. وقد شعر بونابرت أن هذه الصفات لا تكفي ليحكم المرء مملكة حكما ناجحا. فلم عينه إذن؟ لقد عينه لأنه كانت لديه من الممالك التي فتحها ما يفوق عدد إخوته، ولم يكن نابليون يثق في أحد ثقته في أقاربه المقربين.

لقد كان جوزيف قد قبل بسرور - كملك لنابلي - بتأييد زعماء الطبقة الوسطى الذين لم يكونوا مرتاحين في ظل النظام الإقطاعي، لكن العامة رفضته كمغتصب وكافر، وكان على جوزيف أن يتخذ إجراءات صارمة لقمع مقاومتهم. وكانت الملكة قد أخذت معها إلى صقلية كل الأموال المودعة في بنك الدولة. وكان الأسطول البريطاني يحاصر الميناء ويعوق حركة التجارة، وكان الجنود الفرنسيون قد شرعوا في حركة عصيان خطيرة، فرغم جهودهم الحربية الممتازة كانت رواتبهم قليلة جدا، وطلب جوزيف من أخيه أن يحول إليه بعض الأموال، فوجهه أخوه إلى جمع الأموال من نابلي لقاء قيام الفرنسيين بتحريرها وتفاوض