للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقت من الأوقات تجمعا مشهورا للرجال المتعلمين والنساء المتعلمات، وتم تأسيس أكاديمية كروسكا Crusca في سنة ١٨١٢. وفي سنة ١٨٠٠ كانت هناك امرأة هي كلوتيدا تامبروني Coltida Tambroni تقوم بتدريس اليونانية في جامعة بولونيا في إيطاليا.

وانتعشت دراسة العلوم والطب في جامعات إيطالية أخرى ففي سنة ١٧٩١ وضح لويجي جالفاني Luigi Galvani (١٧٣٧ - ١٧٩٨) في جامعة بولونيا الايطالية أنه إذا تم توصيل عضلة ساق الضفدعة بقطعة من الحديد، وتم توصيل عصبها (عصب الضفدعة) بقطعة من النحاس، نشأ عن ذلك تيار كهربائي وسيتسبب هذا التيار تقلص العضلة. وفي سنة ١٧٩٥ اخترع أليساندرو فولتا Alessandro Volta (١٧٤٥ - ١٨٢٧) في جامعة بافيا البطارية الجافة Voltaic Pile التي أدهشت أوربا حتى إنه استدعى إلى باريس في سنة ١٨٠١ لعرضها في المعهد العلمي الفرنسي، وفي ٧ نوفمبر، قرأ ورقة بحثية أمام جمهور ضم نابليون نفسه عن (تطابق الموائع الكهربائية Electric Fluid مع الموائع الجلفانية Galvanic Fluid) وفي سنة ١٨٠٧ نشر لويجى رولاندو Luigi Rolando أبحاثه التي مازت هذه الفترة عن تشريح المخ.

إن إيطاليا عديمة الفكر كانت تعلم أوربا ثورة أعظم من الثورة الفرنسية.

وضعف المسرح الإيطالي لأن الإيطاليين وجدوا أنه من الطبيعي تماماً أن يحولوا الحديث العادي إلى أغان، والدراما إلى أوبرا، وكانت الجماهير تميل كثيرا إلى المسرحيات البسيطة ذات الطابع الكوميدي، أما الأفراد الأكثر نضجا فكانوا يؤثرون المسرحيات من نوع ما يكتبه فيتوريو ألفيري Vittorio Alfieri (١٧٤٩ - ١٨٠٣) التي أعلن فيها كرهه للطغيان وتطلعه لتحرير إيطاليا من الحكم الأجنبي، فكل مسرحياته تقريبا سبقت الثورة الفرنسية لكن مبحثه الانفعالي المفعم حماسا لم ينشر إلا سنة ١٧٨٧ في بادن Baden مع أنه كتبه في سنة ١٧٧٧، ولم ينشر في إيطاليا إلا سنة ١٨٠٠ وأصبح بعد نشره من كلاسيكيات الفلسفة الإيطالية وفن الكتابة بالإيطالية. وأخيرا وجدناه في عمله الذي يحمل عنوان Misogallo (١٧٩٩) الذي كتبه في أواخر حياته المضطربة - يدعو الشعب الإيطالي للنهوض والإطاحة بالحكم الأجنبي كما دعاه للوحدة. وهنا وجد مازيني Mazzini وغاريبالدي Garibaldi صوتا واضحا