خدمة امرأة Cicisbeo أو مغنياً في ثنائي أو متقناً لفن الأوبرا وإلا فإنه يصبح لا شيء".
فالأوبرا الإيطالية خاصة تلك التي كان يتم إنتاجها في البندقية ونابلي ظلت تسود المسارح الأوربية الهادفة، بعد أن تحداها لفترة وجيزة جلوك Gluck وموزارت Mozart، إذ سرعان (١٨١٥) ما سرقت أعمال روسيني Rossini الميلودية melodies وأنغامه العاصفة الأضواء حتى في فيينا Vienna. وقد عاد بتشيني Piccini - بعد أن نافس جلوك Gluck في باريس - إلى نابلي، حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله لتعاطفه مع الثورة الفرنسية.
وبعد أن فتح نابليون إيطاليا دعي مرة أخرى إلى فرنسا (١٧٩٨) لكنه مات فيها بعد عامين. وقد حقق بيسيلو Paisiello - كمؤلف وقائد فرقة موسيقية - انتصارات فنية في سان بطرسبرج وفي فيينا، وفي باريس، وفي نابلي في ظل حكم فرديناند الرابع، وبعده في ظل حكم جوزيف بونابرت، ثم في ظل حكم Murat. وخلف دومينيكو سيماروزا Domenico Cimarosa خلف أنطونيو ساليري Salieri كقائد أوركسترا في فيينا وأنتج هناك أكثر أعماله الأوبرالية شهرة في سنة ١٧٩٢ وهي (IL matrimonio Segreto) وفي سنة ١٧٩٢ دعاه فرديناند للعودة إلى نابلي كما يسترو maestro di Capella،
وعندما استولى الفرنسيون على نابلي استقبلهم بسرور، وعندما استعاد فرديناند عرشه حكم عليه بالإعدام لكن هناك من حثه على تخفيف الحكم فصدر قرار بنفيه خارج البلاد، فانطلق سيماروزا قاصدا سان بطرسبرج، لكنه مات في الطريق إليها في البندقية (١٨٠١)، وفي هذه الأثناء كان موزيو كليمنتي Muzio Clementi يؤلف الموسيقى ويعزف على البيانو في العواصم المختلفة، وكان يعد عمله الذي حقق شهرة في وقت من الأوقات (Gradus ad Parnassum) في سنة ١٨١٧ وهو كتاب تعليمي للشباب لمن يرغب تعلم العزف على البيانو في كل مكان.
وبدأ نيكولو (نيقولا) باجانيني Niccolo Paganini (١٧٨٢ - ١٨٤٠) في جنيف في سنة ١٧٩٧ مهمته التي قضى فيها ردحا طويلا من الزمن إذ راح يحيي الحفلات بالعزف على الفيولين (الكمان). لقد أحب الكمان بإخلاص وعشقه أكثر من أي امرأة من الكثيرات اللائي تدلهن حبا في موسيقاه. لقد طور إمكانات الكمان بشكل لم يسبق له