للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- Palazzo Braschi (قصر برازش) في روما (١٧٩٥) بسلمه الفخم الذي قام عليه كوزيمو موريللى Cosimo Morelli's ولم تشهد إيطاليا رسوما (فن تصوير) خالدةً.

ولكن النحاتين الإيطاليين استلهموا الآثار الهرقلية Herculaneum لينبذوا تأثيرات فن الباروك baroque العربية وضخامة الروكوكو rococo ليعودوا يستلهمون الروعة والهدوء والخطوط البسيطة في فن النحت الكلاسيكي. وقد ترك لنا واحد من هؤلاء النحاتين أعمالا لا تزال تستوقف الرائي، وتغريه بلمسها، وتبقى في ذاكرته إنه أنطونيو كانوفا الذي ولد في بوساجنو Possagno (بوسانو) عند سفح جبال الألب في البندقية. وكان أبوه - وكذلك جده - نحاتا، وقد تخصص الأب والجد في أعمال النحت المرتبطة بمذابح الكنائس وكذلك في نحت الأيقونات وتماثيل القديسين وغير ذلك من المنحوتات ذات الطابع الديني المسيحي.

وعندما مات الأب (١٧٦٠) أخذ الجد ابن ابنه أنطونيو إلى بيته ثم بعد ذلك إلى الأستوديو الخاص به. ولفت أنطونيو أنظار شريف أرسولو Arsolo (الشريف Patrician لقب للأرستقراطي الروماني) جيوفاني فالير Giovanni Falier لدأبه على العمل وتوقه الشديد للتعلم، فقدم له المال اللازم لدراسته في البندقية ورد له الشاب جميله بأن قدم له أول منحوتاته اللافتة للنظر (أورفيوس ويوريديس Orpheus & Eurydice) وفي سنة ١٧٧٩ انطلق - بموافقة الشريف فالير - إلى روما، فدرس فيها آثار الفنون القديمة،، وراح أكثر فأكثر يستوعب تفسيرات وشروح فنكلمان Winckelmann للنحت الإغريقي باعتباره فناً يهدف إلى تمثّل الجمال المثالي من خلال الشكل الكامل والخط كأفضل وأتم ما يكون. لقد كرّس نفسه تماماً لإحياء الأسلوب الكلاسيكي في النحت.

وحثّ أصدقاؤه في البندقية الحكومة على دفع راتب سنوي له طوال السنوات الثلاث التالية فأصبح يتلقى بناء على هذا ثلاثمائة دوكات ducats في العام. ولم تُلهه هذه الأموال ولم تَعُقه عن مواصلة ما نذر نفسه له فقد راح - بحب - يحاكي النماذج الكلاسيكية وبدا في بعض الأحيان وقد أنتج مثيلا يضارعها تماماً كما في تمثال بيرسيوس Perseus وعمله الذي أطلق عليه The Pugilist، وقد أنجز كلا العملين في سنة ١٨٠٠، فكانا هما العملين الوحيدين من بين أعمال النحّاتين المعاصرين اللذين استحقا أن يوضعا في بلفيدير Belvedere الفاتيكان