للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جنباً إلى جنب مع الأعمال الفنية الكلاسيكيّة التي حازت إعجاب العالم.

وعملهُ النحتيّ "ثيزيوس يذبح القنطور" (كائن خرافي نصفه فرس ونصفه بشر) " Theseus Slaying the Centaur" (١٨٠٥) - وهو نحت من رخام - موجود الآن فيما كان يعرف في وقت من الأوقات بالحدائق الإمبراطورية في فيينا - يمكن ببساطة أن يخطئ المرء فيظنه من الأعمال النحتية الخالدة في العصور القديمة، لولا المبالغة في إظهار القوة والضراوة، وكان كانوفا أفضل ما يكون في الأعمال ذات الطابع الناعم (المقصود غير العنيف) التي تتلاءم مع شخصيته كما في تمثاله هيب Hebe الموجود في المتحف الوطني في برلين، ففي هذا العمل نجد ابنة زيوس Zeus وهيرا Hera وهي ربّة الشباب تحظى بشرف توزيع النبيذ على الأرباب.

وبدأ كانوفا في عام ١٨٠٥ وهو عامه العامر بالإنتاج أشهر تماثيله: "فينوس Venus Victrix" (في متحف بورجيز في روما Galleria Borghese) وقد حث بولين بورجيز Pauline Borghese - أخت نابليون - أن تتخذ أمامه هذا الوضع (البوز Pose) لينحت لها تمثالاً يعبّر عن مفاتنها، وكانت وقتها في الخامسة والعشرين في تمام تكوينها الجسدي لكن قيل إن الفنان لم ينقل مباشرة إلاّ ملامح وجهها (لم يستخدم - كموديل - إلاّ وجهها) أما الملابس والأطراف فقد أعمل فيها خياله وأحلامه وذاكرته. وانتهى من هذا التمثال في غضون عامين ثم عرضه ليحكم عليه العامة والنحّاتون المنافسون، فراعهم التمثال بما فيه من جمال عزيز ولمسة حب، وفي هذا التمثال لم يكن الفنان مجرَّد مقلّد لبعض الأعمال القديمة العظيمة الخالدة، وإنما كان تعبيراً عن امرأة حية في زمن حي، كانت في رأي أخيها (نابليون) هي الأجمل. لقد جعل منها كانوفا هدية للأجيال.

وفي سنة ١٨٠٢ دعا نابليون الفنان كانوفا ليأتي من روما إلى باريس، فنصحه البابا بيوس السابع - وكان قد وقَّع لتوّه اتفاقا (كونكوردات) مع القنصل (نابليون) - بتلبية الدعوة والذهاب لفرنسا لأسباب ليس أقلها أن يكون غازيا إيطاليا آخر يغزو فرنسا (تلميح لأصول نابليون الإيطالية) وأفضل التماثيل النصفية العديدة التي نحتها هذا الفنان لنابليون هو ذلك التمثال الموجود في متحف نابليون في كاب دنتيب Cap d'Antibes إذ يبدو المحارب