تمّ نقله إلى جامعة مينز حيث درس القانون كعلم لحقوق الملكية وكعلم يستشهد بالسوابق. وفي سنة ١٧٩٤ حاصر الفرنسيون كوبلنز Coblenz باعتبارها مأوى للمهاجرين الفرنسيين المحرّضين (الذين تركوا فرنسا إثر أحداث الثورة الفرنسية)، وأمم الفرنسيون كل ممتلكات آل ميترنيخ تقريباً، فلجأت الأسرة إلى فيينا، وتودّد كليمنس الطويل الرياضي الأنيق إلى إليونور فون كاونتز Eleonore Von Kaunitz فكسب ودها وهي حفيدة ثرية لرجل الدولة الذي كان قد جمع بين النمسا الهابسبورجية وفرنسا البوربونية. وقد أخذ عن عروسه فنون الدبلوماسية ممثلة في انحناءات الاحترام التي لا معنى لها، وسرعان ما أصبح متمرساً في فن الخداع والمداهنة.
وفي سنة ١٨٠٢ وكان وقتها في الثامنة والعشرين من عمره، تمّ تعيينه وزيراً في بلاط سكسونيا، وهناك التقى بفريدرتش فون جنتز (جنتس) Friedrich Von Gentz الذي أصبح ناصحه المخلص والناطق باسمه طوال الثلاثين عاماً التالية وسلَّحه بمعظم الحجج التي تؤيد الرجوع إلى الأوضاع السابقة على الثورة الفرنسية. وإخلاصاً منه للنظم التي كانت سائدة قبل الثورة الفرنسية Ancien Regime اتخذ له خليلة هي كاتارينا باجراسيون Katharina Bagration وهي ابنة جنرال روسي سنتحدث عنه مرة أخرى بعد ذلك، وكانت في الثامنة عشرة من عمرها.
وفي سنة ١٨٠٢ وضعت له طفلة اعترفت زوجته بأبوّته لها. واعترفت فيينا بتقدمه فعينته (١٨٠٣) سفيراً للنمسا في برلين. وفي أثناء الأعوام الثلاثة التي قضاها في بروسيا التقى بالقصير إسكندر الأول وكوّن معه صداقة استمرت حتى الإطاحة بنابليون. وعلى أية حالة، فإن هذا لم يكن في حساب نابليون عندما طلب من الحكومة النمساوية بعد معركة أوسترليتز أن ترسل واحدا من الكاونتز كسفير لها في فرنسا، فأرسل له وزير خارجية النمسا الكونت فيليب فون شتاديون Stadion - ميترنيخ الذي وصل باريس في ٢ أغسطس ١٨٠٦ وكان وقتها في الثالثة والثلاثين من عمره.
والآن بدأت معركة استمرت تسعة أعوام عامرة بالدهاء والذكاء بين الدبلوماسية والحرب انتصر فيها الدبلوماسي بتعاونه مع الجنرال. وليسترخي ميترنيخ مبتعداً عن عيني نابليون