فترة لكن بيتهوفن - على أية حال - لم يستطع أن يكيف نفسه مع ساعات تناول الأمير لوجباته، فكان يفضل التردد على فندق قريب.
وكان الأمير لوبكوفتس lobkowit أكثر رعاة الموسيقى - ممن يحملون رتب النبالة - حماسا، وكان هذا الأمير نفسه عازف فيولين ممتاز، أنفق كل دخله تقريبا على الموسيقى والموسيقيين. وظل لسنوات يساعد بيتهوفن رغم ما حدث بينهما من نزاع، وكان هذا الأمير يتعامل بروح سمحة مع بيتهوفن وإصراره على أن يعامل كند مساو لذوي الرتب من ناحية المكانة الاجتماعية. وكانت زوجات هؤلاء النبلاء الذين يقدمون له يد العون يسعدن بكبريائه واستقلاله ويتلقون على يديه دروس الموسيقى ويتحملن توبيخه بل ويسمحن لهذا الفارس الأعزب الفقير بإقامة علاقات حب معهن من خلال الخطابات، وكن - وكذلك اللوردات - يقبلن إهداءاته ويكافئنه عليها بهدوء.
لقد اقتصرت شهرته على تمكنه من عزف البيان، ووصلت هذه الشهرة إلى براغ Prague وبرلين اللتين زارهما في سنة ١٧٩٦. لكن في هذه الأثناء راح يؤلف الموسيقى، ففي ٢١ أكتوبر ١٧٩٥ نشر مجموعة قطعه الموسيقية الأولى (من تأليفه) Opus (الثلاثية الكبيرة Three Grand Trios) التي أعلن جوهان كرامر Johann Cramer بعد عزفها إن هذا الرجل (يقصد بيتهوفن) قد عوضنا عن موت موزارت وتأثر بيتهوفن بهذا المديح فكتب في دفتر مذكراته:
"جراءة! فرغم كل ما يعتري جسمي من وهن، فإن روحي هي التي ستحكم مسيرتي. إن هذا العام سيجعل مني رجلا كاملا. سأنجز كل شيء ولن أؤجل عملا"
وفي سنة ١٧٩٧ دخل نابليون حياة بيتهوفن للمرة الأولى، ولم يكن له فيها وجود قبل ذلك. لقد طرد الجنرال الشاب النمساويين من لومبارديا Lombardy وقاد جيوشه عبر جبال الألب وكان يقترب من فيينا فراحت العاصمة (فيينا) تعد دفاعاتها بشكل مرتجل بقدر ما تستطيع. لقد راحت تعد المدافع وتجهزها، وتؤلف الترانيم الدينية ليحفظ الله النمسا، وكتب هايدن الآن النشيد الوطني للنمسا: "ليحفظ الله فرانتس Gott erhalte Franz den Kaiser، unsern guten Kaiser Franz" وألف بيتهوفن موسيقى لأغنية حرب أخرى تطالب كل الألمان بمساندة النمسا " Ein grosses deutsches Volk sind wir " وفي وقت لاحق اعتبر النمساويون هذه المؤلفات الموسيقية ككتائب كثيرة العدد لكنها لم تحرك مشاعر نابليون