وبعد ذلك بعام أتى الجنرال بيرنادوت Bernadotte إلى فيينا ليكون السفير الفرنسي الجديد وصدم المواطنين (أهل فيينا) بأن رفع من شرفته علم الثورة الفرنسية ذا الألوان الثلاثة. وأعلن بيتهوفن صراحة - كان بالفعل معجبا بالأفكار الجمهورية - إعجابه بنابليون، وغالبا ما كان يرى في حفلات الاستقبال التي يعدها السفير الفرنسي الجديد. ويظهر أن بيرنادوت هو الذي اقترح على بيتهوفن فكره تأليف عمل موسيقي لتكريم نابليون وتشريفه.
وأهدى بيتهوفن في سنة ١٧٩٩ مجموعة ألحانه رقم ٣١ Opus والتي جعل لها عنواناً هو Grande Sonate Pathetique للأمير ليشنوفسكي Lichnowsky اعترافاً بأفضاله أو أملا في أفضال تأتيه على يديه. لقد كان بإهدائه هذا يرنو لمصلحة قريبة. وكان رد الأمير (١٨٠٠) هو أن وضع ستمائة جولدن gulden تحت تصرف بيتهوفن حتى أحصل (أي بيتهوفن) على تعيين مناسب. لقد بدأت هذه السوناتا ببساطة وكأنها مقتبسة بتواضع من أعمال موزارت إلا أنها سرعان ما تشابكت وتعقدت لكنها اعتبرت في وقت لاحق بسيطة إلى جانب سوناتات الهمركلافير the Hammerklavier Sonatas أو الأباشيوناتا Appassionata وكانت السيمفونية الأولى (١٨٠٠) وسيمفونية ضوء القمر في (C Sharp minor) سنة ١٨٠١ هما الأسهل سواء من ناحية العزف أو من ناحية القدرة على تذوقهما.
ولم يعط بيتهوفن مقطوعته الأخيرة اسمها المشهور لكنه أطلق عليها (Sonata quasi Fantasia) ويظهر أنه لم يكن ينوي تحويلها إلى أغنية محببة. حقيقة أنه أهداها إلى الكونيتسة جوليا جوشياردي Giulia Guicciardi التي كانت من بين ربات الجمال اللائي لم يمسهن واللائي أوحين له بألحانه الموسيقية الحالمة، لكنها (أي السوناتا) كتبت لمناسبة أخرى مختلفة.
لقد شهد عام ١٨٠٢ إحدى أغرب الوثائق في تاريخ الموسيقى التي طالما رجع إليها الباحثون، وهي جديرة بذلك. إنها الوثيقة السرية وثيقة هيليجنشتادت Heiligenstadt Testament التي لم يكشف عنا إلا عندما تم العثور عليها بين أوراق بيتهوفن بعد