معتزا بنفسه بل ومتكبرا. وكان يقلل من قيمة منافسيه بشكل لا يرحم فكادوا يجمعون على كراهيته. وكان قاسيا مع تلاميذه لكنه علم يعضهم دون مقابل.
لقد كان كارها للناس، لكنه كان متسامحا مع ابن أخيه كارل Karl الذي كان يعاني المتاعب، وكان محبا له، كما كان يحب كل تلميذ ماهر. ولقد قدم للطبيعة عاطفة جياشة لم يستطع أن يكنها للبشر وكان مزاجه - تباعا - سوداويا، لكنه أيضا كان تباعا - ينخرط في حالات ابتهاج صاخبة سواء بنبيذ أو بدون نبيذ. (انظر على سبيل المثال الخطابات ١٤، ٢٢، ٢٥، ٣٠)، وكان كلامه ينطوي على تورية في كل مناسبة وكان أحيانا يخترع كنى عدائية لأصدقائه وكان أكثر استعداداً للقهقهة منه للابتسام.
وحاول خلال السنوات المزعجة أن يلغي الأحزان التي مررت حياته (جعلتها مريرة)، ففي خطاب بتاريخ ٢٩ يونيو ١٨٠١ كتبه لأحد أصدقاء شبابه وهو فرانز (فرانتس) فيجلر Franz Wegeler:
طوال السنوات الثلاث الأخيرة أجد سمعي يضعف بالتدريج. وربما يرجع ذلك للآلام التي أعانيها في بطني .. والتي جعلت حياتي بائسة حتى قبل مغادرتي بون، لكنها غدت أسوأ في فيينا حيث كنت مبتلى باستمرار بالإسهال وكنت أعاني من اعتلال غير عادي .. وظل هذا هو حالي حتى خريف آخر عام وأحيانا كنت أستسلم لليأس. يجب أن أعترف أنني حبيس حياة بائسة. فطوال عامين كدت لا أحضر أية مناسبة اجتماعية لأنني لم أكن قادرا على أن أقول للناس: إنني أصم. لو أن لدي مهنة أخرى لكنت قادرا على التغلب على عجزي (صممي)، لكن صممي هذا مصيبة بالنسبة إلي، وأنا عازف ومؤلف موسيقي. إن الله وحده يعلم ما ستأتي به الأيام بالنسبة لي. إنني بالفعل ألعن خالقي وألعن وجودي. أرجوك لا تذكر أي شيء عن ظروفي لأي أحد ولا حتى للورشين Lorchen [إليانور فون بروننج].
وقضى بيتهوفن شطراً من عام ١٨٠٢ في قرية هيليجنشتادت Heiligenstadt الصغيرة القريبة من جوتنجن Gottingen آملاً فيما يبدو الاستفادة من حماماتها الكبريتية. وفي أثناء تجوله في الغابات القريبة رأى على مسافة قريبة منه راعيا ينفخ في مزمار، ولكنه لم