الحرب، وإنما كان من رأيه أن نبتهج الآن. لقد عكف على بندول الإيقاع (الميترونوم metronome) والسيرزاندو المرح المتبختر Scherzando، لقد كان هذا إبداعاً جديداً عامراً بالمرح والفكاهة.
وكانت أكثر مؤلفات بيتهوفن الموسيقية نجاحاً هي مقطوعة (Die Schlacht von Vittoria) التي عُزفت في فيينا في ٨ ديسمبر ١٨٠٣ احتفاءً بالمعركة التي استطاع فيها ولينجتون Wellington تدمير القوة الفرنسية في إسبانيا. لقد فرحت فيينا أخيراً بوصول هذه الأخبار إليها فلطالما كانت مُحبطة لما يبدو من أن هذا الكورسيكي (نابليون) لا يُقهر. والآن أصبح بيتهوفن بالفعل شهيراً في المدينة التي تبنّته (فيينا). لقد كان موضوع هذه المقطوعة وما حققته من نجاح سبباً في جَعْل بيتهوفن معروفاً ومشهوراً لدى أصحاب الجلالة والفخامة والسمّو الذين حضروا مؤتمر فيينا المعروف ١٨١٤.
وانتهز بيتهوفن الفرصة لينظم حفلاً موسيقيا لصالحه فقدم له البلاط الإمبراطوري - انتشاء بالنصر - قاعته الواسعة (الريدوتنسال Redoutensaal) ، وأرسل بيتهوفن دعوات شخصية لأصحاب المقام الجليل ممن حضروا المؤتمر، فحضر ستة آلاف شخص، فأصبح نابليون ثرياً قادراً على ادخار مبلغ كبير لتأمين مستقبله ومستقبل ابن أخيه.
وفي ١١ نوفمبر سنة ١٨١٥ مات أخوه كارل Karl بعد أن ورَّث (بوصيّة) مبلغاً بسيطاً لأخيه لودفيج Ludwig (بيتهوفن)، كما عينه (أي عيّن أخاه لودفيج بيتهوفن) وأرملته وصييّن على ابنه كارل ذي الثمانية أعوام. وواصل بيتهوفن في الفترة من ١٨١٥ إلى ١٨٢٦ في الأوساط الأدبية وفي المحاكم نضاله الذي راح يذوي شيئاً فشيئاً مع تريزا أرملة أخيه للحصول على رعاية ابن أخيه كارل وتنشئته وتعليمه، وكانت تريزا قد قدّمت لكارل الكبير دوطة Dowry ومنزلاً، لكنها كانت قد غرقت في إثم الزّنا، وكانت قد اعترفت لزوجها بأنها زنت فسامحها، لكن بيتهوفن لم يسامحها أبداً لارتكابها فاحشة الزنا، واعتبرها غير جديرة برعاية ابن أخيه (واسمه أيضاً كارل) ولن نتتبّع تفاصيل هذه القصة بجزئياتها القذرة. وفي سنة ١٨٢٦ حاول كارل (ابن أخي بيتهوفن) الانتحار بسبب تمزقه بين أمه (الزانية) وعمه (الموسيقار بيتهوفن) لكن أحواله صلحت أخيراً فالتحق بالجيش وراح يرعى أموره بشكل