للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طيب.

ومع سنة ١٨١٧ كان بيتهوفن في المرحلة الأخيرة من حياته الإبداعية. لقد ظل بيتهوفن لفترة طويلة ثائرا في سياساته الخاصة، أما الآن فقد أعلن هذه الثورة ضد القواعد الكلاسيكية ورحب بالحركة الرومانسية في الموسيقى، وخفف من وطأة البناء الكلاسيكي في السوناتا والسيمفونية لينطلق بها إلى رحاب العاطفة والتعبير عن الذات.

لقد تأثر بيتهوفن بشيء من الروح المتمردة الحماسية التي كانت في فرنسا من خلال كتابات روسو وأحداث الثورة الفرنسية، والتي كانت في ألمانيا خلال فترة الغليان Sturm und Drang في كتابات جوته (فرتر ليدن Werthers Leiden) والشاب شيلر Schiller (دي راوبر Die Rauber) ومن ثم في قصائد تيك Tieck ونوفاليس Noivalis، وفي الكتابات النثرية لشليجل Schlegels، وفي الكتابات الفلسفية لفيتشه Fichte وشيلنج Schelling لقد وصل شيء من هذا كله لبيتهوفن فوجد تربة خصبة في نزوعه الفطري للاتجاه العاطفي وتميزه الفردي الفخور.

لقد زوت قيود النظام القديم في الفن، كما زوت في القانون والمعاهدات، مخلية السبيل أمام الحرية الفردية المصممة على شق طريقها ضاربة عرض الحائط بالقواعد والقيود والأشكال القديمة. لقد سخر بيتهوفن من الجمهور كغير مبالين ومن النبلاء كمدعين. لقد هزأ من المعاهدات والاتفاقات باعتبارها بعيدة أو لا صلة لها بالإبداع الفني ورفض أن يكون حبيس القوالب التي لا تليق إلا بالأموات، بل وحتى تلك التي كانت تليق بباخ Bach وهاندل Handel وهايدن Haydn وموزارت وجلوك Gluck. لقد أحدث ثورته الخاصة بل وحتى إرهابه الخاص، وجعل مقطوعة أغنية فرحة Ode to Joy إعلانا للاستقلال حتى في توقعه للموت.

لقد شكلت سونتاته الصارخة (الهمركلافير) جسراً بين مرحلته الفنية الثانية، ومرحلته الثالثة. حتى اسمها كان ثورة. وقد اقترح بعض التيوتون Teutons الذين سئموا هيمنة اللغة الإيطالية في الاقتصاد والموسيقى، استخدام اللغة (المقصود المصطلحات) الألمانية بدلا من الإيطالية في النوت الموسيقية والآلات الموسيقية، وعلى هذا كان من رأيهم