من حكم البارونات الإقطاعيين أو ضباط الجيش المتقاعدين أو متعهدي الضرائب الذين كانت سلطتهم - في الغالب - بلا حدود. وفي ١٩ نوفمبر سنة ١٨٠٨ أصدر الملك - الذي أصبح مرة أخرى راغباً في الإصلاح - القانون المحلي للبلديات، يحكم المدن بمقتضاه مجلس محلي (جمعية محلية) تختار موظفيها بنفسها، باستثناء المدن الكبيرة فالملك هو الذي يعين عمدة burgomaster كل منها من بين ثلاثة رجال يختارهم المجلس المحلي. وهكذا بدأت الحياة السياسية الصحيحة على المستوى المحلي وتطورت إلى نظام إداري بلدي ألماني ممتاز.
ولم يكن شتاين Stein وحده في رعاية أمور بروسيا. فقد عمل جير هارد (جيراد) فون شارنهورست Gerhard Von Scharnhorst (١٧٥٥ - ١٨١٣) والكونت أوجست نيتهاردت فون جنيسناو Count August Neithardt Von Gneisenau (١٧٦٠ - ١٨٣١) والأمير كارل فون هاردنبرج Karl Von Hardenberg (١٧٥٠ - ١٨٢٢) عملوا معا على إعادة بناء الجيش البروسي مستخدمين مختلف الحيل لتحاشي القيود التي فرضها نابليون. وكان تطور هذه العملية (إعادة بناء الجيش البروسي) من التقدم بمكان كما يتضح من خطاب أرسله شتاين في ١٥ أغسطس سنة ١٨٠٨ إلى أحد الضباط البروس، ووقع في أيدي الفرنسيين الذين نشروه في جريدة المونيتير Moniteur في ٨ سبتمبر وفيما يلي جانب من هذا الخطاب:
"السخط يزداد كل يوم في ألمانيا. لا بد أن نطعم الناس ونعمل من أجلهم. إنني شديد الرغبة في إقامة روابط بين هسي Hesse ووستفاليا ومن الضروري أن نعد أنفسنا لأحداث معينة تتطلب منا مواصلة الاتصال بالرجال ذوي الطاقة والقدرة على العمل وذوي النوايا الحسنة. لابد أن نجعل هؤلاء الرجال يلتقون (لتدارس الأمر) … لقد تركت أحداث إسبانيا أثرا حيوياً، لقد أثبتت ما كنّا نتوقعه ومن المفيد أن ننشر هذه الأنباء بحذر. إننا نظن أن الحرب بين فرنسا والنمسا أمر لامناص منه. وهذا الصراع سيقرر مصير أوربا ".
وكان نابليون على وشك الاتجاه إلى إسبانيا لخوض معركة كبرى، فأمر فريدريك وليم بطرد شتاين Stein من منصبه فتوانى الملك في الإذعان إلى أن حذر من أن الجيش الفرنسي سيبقى في