الأراضي البروسية إلى أن يذعن لأمر لنابليون. وفي ٢٤ نوفمبر سنة ١٨٠٨ طرد شتاين مرة أخرى من منصبه، وفي ١٦ ديسمبر أصدر نابليون من مدريد مرسوما يجعله بعيدا عن حماية القانون (مرسوما بإهدار دمه) ومصادرة كل ممتلكاته والقبض عليه في أي مكان يوجد فيه داخل المناطق التي تسيطر عليها فرنسا.
وهرب شتاين في بوهيميا. وسدت بروسيا النقص بتعيين هاردنبرج Hardenberg (١٨١٠) مستشارا للدولة - وهو منصب يعني في الواقع (رياسة الوزراء) وكان هاردنبرج عضوا في الحكومة السابقة، وكان قد أعاد تنظيم وزارة المالية وتفاوض في اتفاق السلام في سنة ١٧٩٥، وتحمل جانبا من المسئولية في كارثة ١٨٠٦ وطرد من الحكومة بإصرار من نابليون (١٨٠٧)، والآن فقد بلغ الرجل الستين من عمره، وبينما كان نابليون غارقا في حب إمبراطورته الجديدة، راح هاردنبرج يحرك الملك نحو النظام الملكي الدستوري بحثه دعوة أول جمعية للنبلاء (١٨١١) تم دعوة جمعية لممثلي الأمة (١٨١٢) ذات مهام استشارية، ولأن هاردنبرج كان معجبا بالمفكرين الفرنسيين فقد جعل ممتلكات الكنيسة علمانية وأصر على أن ينعم اليهود بالمساواة (١١ مارس ١٨١٢) وفرض ضريبة ممتلكات على النبلاء وضريبة كسب على رجال الأعمال. وأنهى احتكار الطوائف (نقابات الصناع والتجار ذات الطابع الوسيط - أي العائد للقصور الوسطى) ذلك النظام المعوق ورسخ مبدأ حرية الاستثمار والتجارة.
لقد كانت حركة إعادة بناء بروسيا فيما بين عام ١٨٠٧ وعام ١٨١٢ موحية بالقوة المختزنة في طيات الشخصية الألمانية. فتحت العيون الفرنسية المعادية، وفي ظل حكم واحد من أضعف الملوك في بروسيا استطاع رجال مثل شتاين Stein وهاردنبرج - ولم يكن أي منهما نبيلا - أن يأخذوا على عاتقهم إعادة بناء أمة مهزومة ومحتلة ومفلسة، واستطاعوا في غضون ستة أعوام أن يسموا بها إلى سنام السلطة والفخر مما جعلها في سنة ١٨١٣ القائد الطبيعي في حرب التحرير (المقصود حرب التخلص من السيادة الفرنسية) وأسهمت كل الطبقات في هذا الجهد، فقاد النبلاء الجيش وقبل الفلاحون التجنيد الإجباري وتنازل التجار عن كثير من أرباحهم للدولة وناضل الرجال والنساء من أهل الأدب والفكر في طول ألمانيا وعرضها من أجل حرية الصحافة والفكر والعبادة،